الروبوتات في السياحة في الفنادق والمطارات: هل سيختفي البشر من قطاع السياحة؟
تُعد الروبوتات في السياحة من أبرز مظاهر التحول الرقمي في قطاع الضيافة والسفر. فمع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بدأت العديد من الفنادق والمطارات حول العالم في الاعتماد على هذه الأجهزة الذكية لتقديم خدمات مثل الاستقبال، تنظيف الغرف، توجيه الزوار، وحتى تقديم الطعام. هذا التطور يثير تساؤلات مهمة: هل نحن على مشارف عصر يخلو من الموظفين البشريين؟ أم أن الروبوتات ستكون مجرد أدوات مساعدة لتحسين تجربة السائح؟ في هذا المقال، نستعرض دور الروبوتات في السياحة، مزاياها، وتحديات استخدامها.
1. كيف تُستخدم الروبوتات في المطارات؟
شهدت المطارات حول العالم تطورًا كبيرًا في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتقديم خدمات ذكية وسريعة للمسافرين. تُستخدم الروبوتات في المطارات بطرق متعددة تشمل الجوانب الأمنية، والخدمية، والإدارية. فيما يلي أبرز الاستخدامات:
1. مساعدة الركاب والإجابة على الاستفسارات
تُستخدم الروبوتات كمساعدين تفاعليين داخل صالات المطار:
- تُجيب على الأسئلة المتكررة مثل موقع البوابات، دورات المياه، أماكن المطاعم، والتأشيرات.
- تدعم عدة لغات للتواصل مع الركاب من مختلف الجنسيات.
- توفر خرائط تفاعلية وتوجّه الركاب خطوة بخطوة إلى وجهتهم داخل المطار.
2. خدمة تسجيل الوصول (Check-in)
- تساعد بعض الروبوتات في تسجيل الركاب لرحلاتهم، وطباعة بطاقة الصعود إلى الطائرة.
- تقوم بمسح جوازات السفر وتأكيد الحجوزات باستخدام الكاميرات وتقنيات التعرف على الوجه.
3. نقل الأمتعة
- هناك روبوتات مخصصة لمساعدة الركاب في حمل الأمتعة أو توصيلها من نقطة الاستقبال إلى منطقة الشحن أو العكس.
- بعض المطارات بدأت تجربة روبوتات تتبع الركاب بشكل تلقائي وتحمل حقائبهم داخل المطار.
4. التنظيف والتعقيم
- تُستخدم روبوتات تنظيف ذاتية الحركة للمحافظة على نظافة الأرضيات في صالات الانتظار.
- بعد جائحة كورونا، انتشرت روبوتات التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية لتعقيم المساحات العامة والمقاعد.
5. الأمن والمراقبة
- تُستخدم روبوتات مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار لمراقبة المناطق الحساسة وتنبيه الأمن في حال حدوث أي نشاط مشبوه.
- بعض الروبوتات مزودة بتقنية التعرف على الوجه لتتبع المطلوبين أو التحقق من الهويات.
6. الترفيه والتسويق
- تقدم بعض الروبوتات عروضًا ترفيهية للأطفال داخل صالات الانتظار.
- تُستخدم في الترويج للمحلات التجارية أو المطاعم داخل المطار من خلال توزيع الكوبونات أو عرض المنتجات.
خلاصة:
تسهم الروبوتات في جعل تجربة السفر أكثر راحة وسلاسة، كما تساعد في تقليل الازدحام وتوفير الوقت والجهد على المسافرين والعاملين في المطار. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تزداد وظائف الروبوتات في المطارات لتغطي مجالات جديدة مثل تحليل البيانات السلوكية وتقديم خدمات شخصية أكثر دقة.
2. الروبوتات في الفنادق: تجربة ضيافة جديدة
بدأت العديد من الفنادق في استخدام الروبوتات لتحسين تجربة النزلاء، مثل:
- روبوتات الاستقبال التي تسجّل دخول النزلاء وتقدم لهم المفاتيح الرقمية.
- الروبوتات الخدمية التي توصل الطعام والمشروبات إلى الغرف.
- روبوتات التنظيف التي تعمل على تنظيف الغرف والمناطق العامة بكفاءة.
3. هل يمكن أن تحل الروبوتات محل العاملين البشريين؟
تُعد قضية استبدال العاملين البشريين بالروبوتات من أكثر المواضيع إثارة للجدل في العصر الرقمي الحديث، خاصة مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات الذكية. والإجابة عن هذا السؤال تعتمد على السياق والمجال:
المجالات التي يمكن أن تستبدل فيها الروبوتات البشر:
- الوظائف المتكررة والبسيطة: مثل خطوط الإنتاج في المصانع، والتنظيف، والتغليف، وهي أعمال تعتمد على تكرار روتيني يمكن برمجته بسهولة.
- المهام الخطرة: مثل تفكيك الألغام، أو العمل في البيئات الكيميائية أو الإشعاعية، حيث توفر الروبوتات حلاً أكثر أمانًا من إرسال البشر.
- الخدمات الآلية: مثل روبوتات الدردشة (Chatbots) وخدمة العملاء الأولية، والروبوتات في المطاعم والمطارات.
ولكن هل يمكن استبدال البشر تمامًا؟
رغم القدرات المتقدمة للروبوتات، إلا أن هناك العديد من المهارات التي يصعب استنساخها، منها:
- الذكاء العاطفي: الروبوت لا يستطيع التعاطف الحقيقي أو التعامل مع المواقف الإنسانية المعقدة كما يفعل الإنسان.
- الإبداع: لا تزال الإبداعات الفنية، الأدبية، وحتى الابتكار في الأعمال والتسويق بحاجة إلى لمسة بشرية.
- المرونة والتكيف: البشر قادرون على التكيف مع التغيرات المفاجئة واتخاذ قرارات غير متوقعة بناءً على الحدس والخبرة.
خلاصة:
الروبوتات قد تستبدل بعض الوظائف، لكنها لن تتمكن من استبدال الإنسان بشكل كامل. بل من المرجح أن يعمل الإنسان والروبوت جنبًا إلى جنب في المستقبل، حيث تتولى الآلات المهام الميكانيكية، بينما يركز البشر على الإبداع، والإدارة، والتفاعل البشري.
4. أمثلة على الفنادق والمطارات التي تستخدم الروبوتات
شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في اعتماد الفنادق والمطارات حول العالم على الروبوتات لتحسين تجربة العملاء وتقديم خدمات ذكية وأكثر كفاءة. فيما يلي أبرز الأمثلة الواقعية:

- 1. فندق Henn-na – اليابان
- يُعد أول فندق في العالم يعمل بالروبوتات بشكل شبه كامل. يقع في مدينة ناغاساكي، وتقوم الروبوتات فيه بمهام الاستقبال، حمل الأمتعة، وحتى تنظيف الغرف. يتميز باستخدام روبوتات على هيئة بشرية وأخرى بشكل ديناصورات!
- 2. فنادق Aloft – الولايات المتحدة
- تستخدم سلسلة فنادق “Aloft” التابعة لمجموعة ماريوت روبوتًا يُدعى “Botlr”، يقوم بتوصيل المناشف والأغراض الأخرى إلى غرف النزلاء، مما يقلل من الحاجة إلى تدخل بشري ويوفر تجربة عصرية للزوار.
- 3. مطار شانغي – سنغافورة
- يُعتبر من أكثر المطارات تقدمًا في العالم، ويستخدم روبوتات ذكية للتنظيف وصيانة الممرات، بالإضافة إلى روبوتات لخدمة الركاب مثل حمل الأمتعة وتوجيه المسافرين داخل صالات المغادرة.
- 4. مطار إنشيون – كوريا الجنوبية
- يعتمد على روبوتات لخدمة الزوار مثل تقديم المعلومات، إرشاد الركاب، والتفاعل بعدة لغات. كما توجد روبوتات متخصصة في التنظيف والأمن، مما يساعد في الحفاظ على مستوى عالٍ من الكفاءة والنظافة.
- 5. فنادق YOTEL – عدة دول
- تتميز سلسلة فنادق YOTEL باستخدام الروبوت “Yobot” الذي يقوم بتخزين الأمتعة في خزائن خاصة من خلال نظام آلي بالكامل. كما توفر غرفًا تحتوي على أنظمة تحكم ذكية وإضاءة روبوتية.
5. كيف سيكون مستقبل الروبوتات في السياحة؟
من المتوقع أن تلعب الروبوتات دورًا متزايدًا في قطاع الضيافة، ولكن من غير المرجح أن تحل بالكامل محل البشر. المستقبل سيكون مزيجًا من الذكاء الاصطناعي والتفاعل البشري، مما يخلق تجربة ضيافة أكثر كفاءة وراحة.
الروبوتات أصبحت جزءًا أساسيًا من صناعة السياحة، ولكن لا يزال العنصر البشري يلعب دورًا مهمًا في تقديم تجربة ضيافة متميزة. مع تطور التكنولوجيا، قد نشهد مستقبلًا يعتمد على التعاون بين الإنسان والآلة لضمان أفضل تجربة للمسافرين.
المصادر: