أضواء الزلازل : بين التفسير العلمي ونظريات الأسلحة السرية
في لحظات وقوع الزلازل، لا يكون الهلع مقتصرًا على اهتزاز الأرض فقط، بل في بعض الأحيان يُضاف إليه مشهد مدهش وغير مألوف: أضواء الزلازل التي تظهر في السماء، أشبه بوميض البرق أو توهج ألوان قوس قزح.
يُطلق عليها العلماء اسم “أضواء الزلازل” (Earthquake Lights)، لكن البعض يرى أنها أبعد من مجرد ظاهرة طبيعية، ويذهب إلى القول بأنها نتيجة أسلحة سرية أو تجارب فيزيائية خارقة.
فما حقيقة هذه الظاهرة؟ وهل لها تفسير علمي؟ أم أنها إشارة على ما هو أعمق وأخطر؟
ما هي أضواء الزلازل؟
أضواء الزلازل هي ومضات ضوئية غريبة تظهر في السماء قبل أو أثناء أو بعد وقوع زلزال. وقد تم الإبلاغ عن هذه الظاهرة في عدة مناطق حول العالم، أبرزها:
- زلزال اليابان 1965
- زلزال بيرو 2007
- زلزال تركيا وسوريا 2023
- زلزال المغرب 2023
يصفها الشهود بأنها أضواء زرقاء أو بيضاء أو خضراء، تظهر كوميض مفاجئ أو كألسنة من النار في السماء، أحيانًا تستمر لثوانٍ، وأحيانًا لبضع دقائق.

التفسير العلمي لظاهرة أضواء الزلازل
رغم أن الظاهرة ما زالت نادرة وغامضة، إلا أن هناك بعض النظريات العلمية التي تحاول تفسيرها:
1. ضغط الصخور يولّد شحنات كهربائية
عندما تنكسر الصخور في أعماق الأرض تحت ضغط شديد، قد تنتج شحنات كهربائية.
هذه الشحنات تتحرك نحو السطح وتؤين الهواء، مما ينتج عنه توهج ضوئي يشبه البرق.
2. الغازات الأرضية وتأين الهواء
في بعض المناطق، تحتوي التربة على غازات مثل الرادون، والتي تتحرر أثناء الزلازل.
عند تفاعل هذه الغازات مع الهواء، قد ينتج عنها ومضات ضوئية.
3. التكهرب الجوي المفاجئ
تغير الضغط الجوي المفاجئ نتيجة الهزات يمكن أن يولد مجالات كهربائية تخلق توهجات مؤقتة.
لكن ورغم كل تلك التفسيرات، لا تزال هذه الظاهرة غير مفهومة بالكامل. في كثير من الحالات، لم تسجّلها الأقمار الصناعية، مما يعزز الغموض.
روايات شهود عيان: شهادات تحيّر العلماء
في كل مرة تحدث فيها الزلازل، تنتشر مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر تلك الأضواء.
في زلزال تركيا 2023 مثلاً، وثّق مئات السكان أضواء زرقاء تشبه شرارات كهربائية ضخمة، ظهرت في السماء قبل الاهتزازات بلحظات.
“رأينا الضوء كأنه ومضة كبيرة جدًا، ثم بعدها بثوانٍ اهتز كل شيء” – شاهد عيان من غازي عنتاب
“كأنها انفجار في السماء… ظننا أن الحرب بدأت” – تصريح لسيدة من أضنة
لكن البعض تساءل: لماذا تظهر في بعض الزلازل دون غيرها؟ ولماذا تُشاهد في الليل غالبًا؟
هل هناك علاقة بين أضواء الزلازل وأسلحة سرية؟
هنا يدخل عامل نظريات المؤامرة. بعض الباحثين والصحفيين المستقلين ربطوا الظاهرة بما يُعرف بـ:
مشروع HAARP – التحكم بالمناخ؟
هو مشروع أمريكي بحثي تم إطلاقه في ألاسكا، وكان هدفه دراسة الطبقات العليا من الغلاف الجوي، لكن بعض النظريات تتهمه بأنه:
- يُستخدم لتوليد زلازل صناعية
- قادر على توجيه طاقة موجية تُؤين الهواء وتُحدث ومضات ضوئية
- أحد مسببات أضواء الزلازل في مناطق محددة

قراءة نقدية عن HAARP من موقع Scientific American
رغم أن العلماء ينفون ذلك، فإن تكرار ظهور الأضواء في مناطق معينة فقط يثير التساؤلات، خاصةً عندما لا تظهر في زلازل أقوى.
هل يمكن اعتبارها إنذارًا مبكرًا للزلازل؟
بعض الباحثين يعتقدون أن رصد الأضواء يمكن أن يساعد في التنبؤ بالزلازل.
إذا ثبُت أن الأضواء ترتبط بتصدّع الصخور أو إطلاق الشحنات، فقد يتمكن العلماء من تصميم أنظمة إنذار تعتمد على الرصد البصري.
لكن حتى الآن، لا توجد طريقة علمية دقيقة لرصدها بشكل مستمر، أو التأكد من دلالتها المباشرة على قرب وقوع زلزال.
الفرق بين أضواء الزلازل وظواهر مشابهة:
الظاهرة | التفسير المحتمل | الفرق عن أضواء الزلازل |
---|---|---|
البرق العادي | تفريغ كهربائي بين السحب | يحدث في أي وقت، غير مرتبط بهزات |
الشفق القطبي | نشاط شمسي يؤين الغلاف الجوي | يظهر في مناطق قطبية فقط |
الألعاب النارية | من صنع الإنسان | يمكن التمييز بصوتها وألوانها |
لماذا تثير هذه الظاهرة اهتمامًا واسعًا؟
- لأنها نادرة وتظهر في لحظات مرعبة
- تجمع بين العلوم الطبيعية والغموض
- تُستخدم كدليل في نظريات تتعلّق بتجارب بشرية سرّية أو أحداث مفتعلة
- تُشكل أرضية خصبة للنقاش بين العلم والمعتقدات الشعبية
هل أضواء الزلازل ظاهرة طبيعية أم إنذار مجهول المصدر؟
حتى اللحظة، لا توجد إجابة قاطعة.
لكن من المؤكد أن أضواء الزلازل تكشف لنا أن الأرض ليست فقط مادة صلبة صامتة، بل لها سلوكها الخاص، وأسرارها التي لم تُكشف بالكامل.
قد تكون مجرد شحنات كهربائية من باطن الأرض… أو رسائل من قوى أكبر لم نفهمها بعد.