الشفق القطبي: الظاهرة الطبيعية الساحرة وأسرارها العلمية
شفق القطبي، المعروف أيضًا باسم “الأضواء الشمالية” (Aurora Borealis) و”الأضواء الجنوبية” (Aurora Australis)، الشفق القطبي هو أحد أكثر الظواهر الطبيعية سحرًا وجمالًا. تظهر هذه الأضواء الملونة في السماء ليلاً فوق المناطق القطبية، وتخلق مشهدًا مذهلاً يثير إعجاب العلماء والمصورين وعشاق الطبيعة. فما سر هذه الظاهرة؟ وكيف تحدث؟ وما هي أفضل الأماكن لرؤيتها؟
1. ما هو هذا الشفق؟
هو عرض ضوئي طبيعي ناتج عن تفاعل الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس مع الغلاف الجوي للأرض. عندما تصطدم هذه الجسيمات بجزيئات الأكسجين والنيتروجين في الغلاف الجوي، فإنها تطلق طاقة تظهر على شكل أضواء متوهجة بألوان مختلفة.
2. كيف يحدث؟
أ. دور الشمس في الظاهرة
- الشمس تطلق رياحًا شمسية تتكون من جسيمات مشحونة (إلكترونات وبروتونات) تسير بسرعة هائلة عبر الفضاء.
- عندما تصطدم هذه الرياح بالغلاف المغناطيسي للأرض، يتم توجيهها نحو القطبين الشمالي والجنوبي.
- تتفاعل الجسيمات مع الغازات في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى انبعاث أضواء ملونة.
ب. تفاعل الجسيمات مع الغازات
- الأكسجين → يخلق ألوانًا خضراء وصفراء.
- النيتروجين → ينتج ألوانًا زرقاء وأرجوانية.
- الهيدروجين والهيليوم → يساهمان في الألوان الوردية والحمراء.
3. أين يمكن رؤيته؟
تظهر الأضواء الشمالية والجنوبية بالقرب من القطبين المغناطيسيين للأرض. إليك بعض أفضل الأماكن لمشاهدته:
أ. في نصف الكرة الشمالي (الشفق القطبي الشمالي – Aurora Borealis)
- النرويج – ترومسو وجزر لوفوتن.
- السويد – كيرونا وأبيسكو.
- فنلندا – لابلاند.
- أيسلندا – ريكيافيك والريف الشمالي.
- كندا – يوكون والأقاليم الشمالية.
- ألاسكا (الولايات المتحدة) – فيربانكس.
ب. في نصف الكرة الجنوبي (الشفق القطبي الجنوبي – Aurora Australis)
- أنتاركتيكا – القارة القطبية الجنوبية.
- أستراليا – تسمانيا.
- نيوزيلندا – جزيرة ستيوارت.




4. متى يمكن رؤيته؟
تحدث هذه الظاهرة طوال العام، ولكن أفضل وقت لرؤيتها هو خلال أشهر الشتاء (سبتمبر إلى مارس في نصف الكرة الشمالي، ومارس إلى سبتمبر في نصف الكرة الجنوبي)، عندما تكون السماء مظلمة وصفية.
أفضل الظروف لمشاهدته:
- الابتعاد عن المدن لتجنب التلوث الضوئي.
- البحث عن سماء صافية خالية من الغيوم.
- اختيار الليالي التي يكون فيها النشاط الشمسي مرتفعًا.
5. تأثير هذا الشفق على التكنولوجيا
على الرغم من جماله، يمكن أن يكون هذا الشفق خطرًا على التكنولوجيا الحديثة:
- اضطرابات في الاتصالات: يمكن أن تؤثر الجسيمات الشمسية على إشارات الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية.
- مشاكل في أنظمة الملاحة: تؤدي العواصف الشمسية إلى تداخل مع أنظمة GPS.
- تأثير على شبكات الكهرباء: قد تسبب تيارات كهربائية زائدة تؤثر على شبكات الطاقة.
6. الشفق في الثقافات القديمة
اعتقدت العديد من الحضارات القديمة أن هذا الشفق يحمل معاني روحية:
- في الميثولوجيا الإسكندنافية، كان يُعتقد أنه انعكاس لأرواح المحاربين في قاعة “فالهالا”.
- في ثقافات السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، كانوا يرونه إشارات من الأجداد.
- في اليابان والصين، كانوا يعتقدون أن رؤية هذ الشفق فأل خير.
7. هذا الشفق على كواكب أخرى
ليست الأرض الوحيدة التي تشهد ظاهرة هذا الشفق. تم رصد أضواء مشابهة على كواكب أخرى مثل:
- المشتري وزحل – تظهر الأضواء القطبية حول أقطابهما نتيجة حقول مغناطيسية قوية.
- المريخ – يمتلك شفقًا قطبيًا ضعيفًا بسبب غلافه الجوي الرقيق.
يظل الشفق القطبي واحدًا من أكثر الظواهر الطبيعية إبهارًا وغموضًا. سواء كنت ترغب في مشاهدته أو فهم أسبابه العلمية، فإن هذه الأضواء الخلابة تمثل سحر الطبيعة وجمال الكون في أبهى صوره. إذا كنت تخطط لرؤيته بنفسك، فلا تنسَ متابعة أخبار النشاط الشمسي والاستعداد لتجربة لا تُنسى!
المصادر: