انفصال جبل جليدي

انفصال جبل جليدي ضخم بحجم لندن عن القطب الجنوبي (فيديو)

في مشهد مذهل ومثير للقلق في آنٍ واحد، انفصل جبل جليدي عملاق بحجم مدينة لندن عن أحد الأرفف الجليدية في القطب الجنوبي، في تطور جديد يسلّط الضوء على التغيرات المناخية المتسارعة التي يشهدها كوكب الأرض – انفصال جبل جليدي.
هذه الظاهرة التي وثقتها الأقمار الصناعية والباحثون في محطات الأبحاث القطبية تُعد من أبرز أحداث التغير الجليدي خلال السنوات الأخيرة، وتثير تساؤلات ملحّة حول مستقبل الجليد في القطب الجنوبي وارتفاع مستويات البحار.

ما الذي حدث خلال انفصال جبل جليدي عن القطب الجنوبي؟

في منتصف شهر مارس 2025، لاحظ العلماء في هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي (BAS) انفصال جبل جليدي هائل من رف برانت الجليدي (Brunt Ice Shelf)، وهو واحد من الأرفف الجليدية الرئيسية في القارة القطبية الجنوبية.
وقد بلغ حجم هذا الجبل الجليدي ما يقارب 1550 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل تقريبًا مساحة مدينة لندن، مع سماكة جليدية تصل إلى مئات الأمتار.

الحدث لم يكن مفاجئًا تمامًا، حيث لاحظ العلماء منذ عام 2012 وجود صدوع عميقة تتطور ببطء في بنية الرف الجليدي. لكن التسارع الكبير الذي حدث خلال الأشهر الأخيرة هو ما أدّى إلى الانفصال الكامل.

كيف وقع انفصال الجبل الجليدي العملاق؟ الأسباب الكامنة

يُعد انفصال الجبال الجليدية ظاهرة طبيعية تحدث كل عدة سنوات نتيجة للضغوط المتراكمة داخل الأرفف الجليدية. ومع ذلك، فإن وتيرة هذه الانفصالات أصبحت أكثر تكرارًا وأكثر حدة خلال العقود الأخيرة بسبب:

  • ارتفاع درجات الحرارة العالمية
  • ذوبان الجليد السطحي وتسرب المياه إلى الشقوق
  • تغيّر حركة التيارات البحرية وارتفاع حرارة المحيطات

وقد رصدت الأقمار الصناعية تطور الشقوق الجليدية وتوسّعها حتى لحظة الانفصال الكامل.

📹 فيديو توضيحي
مقطع يوثق لحظة الانفصال من صور أقمار صناعية (يمكن إدراج يوتيوب أو مصدر علمي موثوق)

تأثير انفصال الجبال الجليدية على البيئة والملاحة البحرية

رغم أن الجبل الجليدي المنفصل لا يشكل خطرًا فوريًا على البشر أو على طرق الملاحة البحرية، إلا أن تحركه عبر مياه القطب الجنوبي قد يؤدي إلى:

  • تعطيل ممرات سفن الأبحاث
  • التأثير على حياة الكائنات البحرية المحلية
  • تغيير حركة الجليد المجاور وزيادة فرص الانفصالات المستقبلية

يُتوقع أن يبدأ الجبل الجليدي في التحرك تدريجيًا بفعل التيارات البحرية، وقد يذوب كليًا خلال عدة سنوات أو يتفكك إلى كتل أصغر.

العلاقة بين انفصال جبل جليدي والتغير المناخي العالمي

يرى العديد من العلماء أن هذا الحدث هو جزء من النمط العام المتسارع لذوبان الجليد في القطبين. ويشير الباحثون إلى أن:

  • القارة القطبية الجنوبية تفقد ما يقارب 150 مليار طن من الجليد سنويًا.
  • استمرار ذوبان الجليد بهذه الوتيرة قد يرفع مستوى سطح البحر بمقدار متر أو أكثر خلال هذا القرن.
  • هذه التغيرات تؤثر على الأنظمة المناخية العالمية وتزيد من حِدّة الأعاصير والجفاف والفيضانات في أماكن مختلفة من العالم.

تعليقات العلماء حول انفصال جبل جليدي بحجم لندن

صرّح الدكتور “دومينيك هودجسون”، الباحث في الهيئة البريطانية للقطب الجنوبي، قائلاً:

“كنا نتابع تطور هذه الشقوق الجليدية منذ سنوات، والانفصال كان متوقعًا. لكن القلق الحقيقي هو من ازدياد وتيرة هذه الظواهر.”

كما علّق الدكتور “إيريك رينولدز”، خبير المناخ في جامعة ستانفورد:

“مثل هذه الأحداث تُعد دليلًا إضافيًا على أن التغير المناخي ليس أمرًا مستقبليًا… إنه يحدث الآن أمام أعيننا.”

الفرق بين الانهيارات الجليدية في القطب الجنوبي والشمالي

رغم تشابه الظواهر، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بين القطبين:

  • الجليد في القطب الشمالي يطفو فوق المحيط المتجمد الشمالي.
  • الجليد في القطب الجنوبي يغطي قارة كاملة، ويشمل أرففًا جليدية معلّقة فوق البحر.

لذلك، فإن انهيار أرفف جليدية جنوبية قد يؤدي لاحقًا إلى تسارع انزلاق الجليد الداخلي إلى البحر، مما يرفع مستوى المحيطات بشكل أسرع.

دور الأقمار الصناعية في رصد الجبال الجليدية المنفصلة

تمكّن العلماء من توثيق هذا الحدث بدقة بفضل صور الأقمار الصناعية التي توفّر تحديثات يومية لحركة الجليد في القطب الجنوبي.
وتستخدم وكالات مثل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة ناسا بيانات الرادار الحراري وقياسات الارتفاعات لتتبع التغيرات الجليدية.

لماذا يُعد انفصال الجبال الجليدية مصدر قلق عالمي؟

رغم أن انفصال جبل جليدي واحد قد يبدو بعيدًا عن حياتنا اليومية، إلا أنه يُعد مؤشّرًا قويًا على الخلل في توازن كوكب الأرض.
إن ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستويات البحار قد يُغرق مدنًا ساحلية ويغير حياة ملايين البشر خلال العقود القادمة.

كيف نواجه مخاطر الانفصال الجليدي والتغير المناخي؟

الحل ليس سهلًا، لكنه ممكن من خلال:

  • خفض الانبعاثات الكربونية عالميًا
  • التحول إلى الطاقة المتجددة
  • دعم أبحاث المناخ ومراقبة الأقطاب
  • زيادة التوعية المجتمعية بأهمية حماية البيئة

لماذا يمثل انفصال جبل جليدي إنذارًا للعالم؟

إن انفصال جبل جليدي بحجم لندن عن القطب الجنوبي ليس مجرد خبر علمي عابر، بل هو ناقوس خطر ينذر بتغيرات كبرى يشهدها كوكبنا.
الحدث يسلّط الضوء على أهمية التصرف العاجل في مواجهة التغير المناخي. كل فعل صغير لصالح البيئة، من تقليل استخدام البلاستيك إلى دعم السياسات الخضراء، قد يكون له تأثير كبير على مستقبل الأرض

القطبين الشمالي والجنوبي: أسرار عوالم الجليد والغموض

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *