أشياء مجنونة يتعين على رائد الفضاء فعلها
هل فكرت يومًا في شكل الحياة خارج كوكب الأرض؟ رائد الفضاء الذي نراه في الصور يبتسم داخل بزته اللامعة، يخوض في الحقيقة تحديات مجنونة وغير متوقعة تتطلب شجاعة، تدريبًا مكثفًا، وأحيانًا… قدرة على فعل أشياء لم يخطر لك يومًا أنها تحدث فعلًا في الفضاء!
في هذا المقال، سنكشف لك بعض أغرب وأصعب المهام التي يتعين على رائد الفضاء القيام بها أثناء وجوده على متن محطة الفضاء الدولية أو في المهمات الفضائية الأخرى. استعد لرحلة مليئة بالدهشة!
1. النوم في كيس مربوط بالحائط!
رائد الفضاء لا ينام على سرير مثلنا. في الفضاء، لا توجد جاذبية، لذا إن لم يتم تثبيت الجسم، سينجرف في أرجاء المركبة. لذلك، ينام رواد الفضاء داخل أكياس نوم مربوطة إلى الجدران أو السقف.
النوم في وضعية طافية يمكن أن يكون غريبًا، لكنه أيضًا مريح نسبيًا لأن الجسم لا يشعر بأي ضغط.

2. استخدام حمام بلا ماء!
من المهام المجنونة التي يواجهها رائد الفضاء: قضاء الحاجة في الفضاء. لا يوجد ماء يجري ولا جاذبية تسحب الفضلات! بدلاً من ذلك، يُستخدم جهاز خاص يعمل بشفط الهواء لجمع الفضلات وتخزينها بشكل آمن. أما البول، فيُعاد تدويره ليُصبح ماءً صالحًا للشرب! نعم، يشرب رواد الفضاء ماءً معادًا من بولهم!

3. القيام بمهمات خارج المحطة أثناء الطفو في الفضاء
ما يُعرف بـ “الأنشطة خارج المركبة” أو EVA – Extra Vehicular Activity، هو من أكثر التجارب المثيرة والمخيفة. تخيّل أنك تطفو خارج محطة الفضاء، مرتبط فقط بحبل أمان واحد، وتُصلح جزءًا من المحطة أو تُركّب معدات جديدة… وخلفك مباشرةً، كوكب الأرض يدور بهدوء على بُعد مئات الكيلومترات!
هذه الأنشطة تتطلب أعلى درجات التدريب والتركيز، حيث لا مجال للخطأ.
4. ممارسة الرياضة الإجباريّة
قد تعتقد أن رواد الفضاء يعيشون حياة هادئة بلا مجهود، لكن الواقع مختلف تمامًا. الجاذبية المنعدمة تسبب ضعفًا سريعًا في العضلات والعظام، لذا يجب على رائد الفضاء ممارسة الرياضة ساعتين يوميًا على الأقل.
تتوفر على متن محطة الفضاء أجهزة رياضية معدّلة مثل الدراجة الثابتة وجهاز الجري الذي يعمل بالأربطة!
5. إجراء تجارب علمية على نفسه!
في كثير من الأحيان، يكون رائد الفضاء هو العيّنة البشرية للتجارب! يُطلب منه أخذ عينات من دمه، أو قياس ضغط عينه، أو اختبار توازن جسمه… كل هذا لتسجيل تأثير العيش في الفضاء على الجسم البشري.
بعض الرواد يعودون إلى الأرض بطول أكبر بـ2-3 سم بسبب تمدد العمود الفقري في انعدام الوزن!
6. الأكل من أكياس وعبوات مضغوطة
لا يستطيع رواد الفضاء تناول الطعام بالطريقة التقليدية. لا أطباق ولا شوك! بدلاً من ذلك، تأتي الوجبات في أكياس خاصة، يُضاف إليها الماء، ثم تُمتص بواسطة ملعقة خاصة أو مباشرةً من الأنبوب.
كل شيء يُدرس بعناية لتجنب تطاير الفُتات أو السوائل التي قد تُسبب أضرارًا للأجهزة الحساسة في المحطة.

7. التعامل مع مشاعر الوحدة والضغط النفسي
رائد الفضاء قد يمكث في مهمته لعدة أشهر، بعيدًا عن الأرض، عن العائلة، عن الهواء الطبيعي… حتى عن الألوان الطبيعية!
وهذا يؤثر على النفسية، لذلك تتضمن المهام الفضائية تدريبًا نفسيًا، وجدولًا منظمًا يشمل الاتصال بالأرض، والمشاركة في أنشطة ترفيهية (مثل مشاهدة الأفلام أو العزف الموسيقي).
8. التدرّب في بيئات قاسية على الأرض
قبل انطلاق المهمة، يخضع رائد الفضاء إلى تدريبات قاسية جدًا، منها:
- الغوص في مسبح عميق يحاكي بيئة انعدام الجاذبية
- محاكاة الطيران والهبوط في ظروف طارئة
- التدريب على العيش في الصحارى أو القطب الشمالي
كل ذلك لإعداده للتعامل مع أي سيناريو غير متوقع!

🔗 ESA Astronaut Training Overview
9. التأقلم مع العودة إلى الأرض!
قد تظن أن العودة للأرض هي الراحة بعد المهمة… لكنها تحدٍ جديد. بعد شهور في بيئة بلا جاذبية، يصبح الجسم غير معتاد على الوزن الحقيقي.
بعض الرواد يشعرون بالدوخة الشديدة، آلام العضلات، صعوبة في المشي لبضعة أيام أو أسابيع بعد عودتهم!
10. تمثيل الأرض… أمام الكاميرات والعالم!
رائد الفضاء لا يقوم فقط بالمهمات العلمية، بل هو سفير البشرية في الفضاء! يُجري مقابلات تلفزيونية مباشرة من المدار، يلتقط صورًا مدهشة للأرض، يُرسل فيديوهات تعليمية للأطفال، ويجب أن يحافظ على رباطة جأشه دائمًا أمام العالم.
هل حياة رائد الفضاء تستحق العناء؟
أن تصبح رائد فضاء ليس أمرًا بسيطًا أو “رائعًا” فقط… بل هو مسؤولية عظيمة ومليئة بالتحديات.
من استخدام حمام بدون ماء، إلى الطفو في الفضاء أثناء الإصلاحات، إلى شرب الماء المعاد من البول، كلها مهام تتطلب شجاعة من نوع خاص.
لكن كل هذه الصعوبات تُقابل بلحظات لا تُقدّر بثمن… مثل مشاهدة كوكب الأرض من فوق، أو السير في الفضاء لأول مرة، أو المشاركة في كتابة مستقبل البشرية خارج الأرض.