قياس قوة الزلزال؟ فهم مقاييس الزلازل وتأثيرها على العالم
قياس قوة الزلزال – تُعد الزلازل من الظواهر الطبيعية التي تثير الرعب والدهشة في آنٍ واحد، فهي قادرة على تدمير مدن بأكملها في لحظات معدودة. لكن كيف يتم قياس قوة هذه الهزات الأرضية؟ هل يعتمد العلماء على أدوات معينة لتحديد مدى شدتها وتأثيرها؟ في هذا المقال، سنستكشف طرق قياس الزلازل، أشهر المقاييس المستخدمة، وكيف تؤثر هذه الظاهرة على كوكبنا.
ما هو الزلزال؟ وكيف يحدث؟
الزلزال هو اهتزاز مفاجئ في القشرة الأرضية يحدث بسبب حركة الصفائح التكتونية تحت سطح الأرض. عندما تتحرك هذه الصفائح أو تصطدم ببعضها البعض، يتم إطلاق كميات هائلة من الطاقة المخزنة، مما يؤدي إلى حدوث هزات أرضية قد تكون خفيفة أو مدمرة.
غالبًا ما تحدث الزلازل على طول الحدود التكتونية، مثل منطقة “حزام النار” في المحيط الهادئ، وهي واحدة من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا على الكوكب.
كيف يتم قياس قوة الزلزال؟
لقياس قوة الزلازل، يستخدم العلماء أدوات ومقاييس متطورة تعتمد على كمية الطاقة المنبعثة من مركز الزلزال. وهناك نوعان أساسيان لقياس الزلازل:
1. مقياس ريختر (Richter Scale)
يُعد مقياس ريختر من أشهر الطرق المستخدمة لقياس الزلازل، وهو مقياس لوغاريتمي تم تطويره عام 1935 من قبل العالم الأمريكي “تشارلز ريختر”. يعتمد هذا المقياس على قياس سعة الموجات الزلزالية التي يتم تسجيلها بواسطة أجهزة السيزموجراف (Seismograph).
- إذا كان الزلزال بقوة أقل من 3 درجات، فهو غير محسوس تقريبًا.
- إذا تراوح بين 4 إلى 5 درجات، فقد يسبب اهتزازات طفيفة.
- إذا تجاوز 6 درجات، فقد يتسبب في أضرار ملموسة.
- عند 7 درجات أو أكثر، يكون الزلزال مدمرًا وقد يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة.
ملاحظة: الفرق بين زلزال بقوة 6 درجات وآخر بقوة 7 درجات لا يعني مجرد زيادة طفيفة، بل يعني أن الزلزال الأقوى أطلق طاقة أكبر بعشرة أضعاف من الأضعف!
2. مقياس العزم الزلزالي (Moment Magnitude Scale – MMS)
في السنوات الأخيرة، أصبح مقياس العزم الزلزالي أكثر استخدامًا لقياس الزلازل الكبيرة بدقة أعلى من مقياس ريختر. يعتمد هذا المقياس على حساب الطاقة الكلية المنبعثة من الزلزال بناءً على عدة عوامل، مثل:
- طول الكسر في الصدع الزلزالي.
- كمية الإزاحة بين الصخور.
- طبيعة الصخور المنكسرة أثناء الزلزال.
هذا المقياس هو الأكثر استخدامًا حاليًا من قبل علماء الزلازل، نظرًا لدقته الكبيرة في تحديد قوة الزلازل الضخمة.
كيف يتم تسجيل الزلازل؟
يتم استخدام جهاز خاص يسمى السيزموجراف (Seismograph) لقياس الاهتزازات الأرضية. يعمل الجهاز من خلال تثبيت جزء منه على الأرض، بينما يكون هناك جزء آخر متحرك يسجل الاهتزازات. عندما يحدث زلزال، يتم تسجيل سعة ومدة الاهتزازات على ورقة تُعرف باسم السيزموجرام (Seismogram).
كلما كانت الخطوط المسجلة أطول وأكثر كثافة، كلما كان الزلزال أقوى!
ما هو مقياس ميركالي المعدل (Modified Mercalli Intensity Scale – MMI)؟
بينما تقيس المقاييس السابقة قوة الزلزال الفعلية، فإن مقياس ميركالي يقيس شدة تأثير الزلزال على المباني والسكان. يتكون هذا المقياس من 12 درجة، حيث تصف كل درجة التأثيرات الملموسة للزلزال:
- الدرجة 1-2: لا يشعر به إلا عدد قليل من الناس.
- الدرجة 3-4: يشعر به العديد من الأشخاص داخل المباني، لكنه لا يسبب أضرارًا.
- الدرجة 5-6: قد يتسبب في سقوط أشياء صغيرة وتحطيم النوافذ.
- الدرجة 7-8: يسبب أضرارًا في المباني، وخاصة الضعيفة منها.
- الدرجة 9-10: يدمر المباني تمامًا، ويسبب تشققات في الأرض.
- الدرجة 11-12: زلزال كارثي يسبب دمارًا واسع النطاق.
هذا المقياس يساعد في تقييم تأثير الزلازل بناءً على مشاهدات الناس وليس فقط على الطاقة المنبعثة.
أقوى الزلازل المسجلة في التاريخ
على مر التاريخ، شهد العالم العديد من الزلازل القوية التي تسببت في دمار واسع النطاق. ومن بين أقوى الزلازل المسجلة:
- زلزال تشيلي (1960) – 9.5 درجة: أقوى زلزال تم تسجيله على الإطلاق.
- زلزال ألاسكا (1964) – 9.2 درجة: تسبب في موجات تسونامي مدمرة.
- زلزال سومطرة (2004) – 9.1 درجة: أدى إلى تسونامي قتل أكثر من 230,000 شخص.
- زلزال اليابان (2011) – 9.0 درجة: تسبب في كارثة مفاعل فوكوشيما النووي.
كيف تحمي نفسك أثناء الزلازل؟
إذا كنت تعيش في منطقة زلزالية، فمن المهم اتباع الإجراءات الوقائية التالية:
- أثناء الزلزال: ابقَ تحت طاولة صلبة أو في زاوية الغرفة بعيدًا عن النوافذ.
- إذا كنت في الخارج: ابتعد عن المباني والأشجار والأسلاك الكهربائية.
- بعد الزلزال: تفقد التسريبات الغازية، وتجنب استخدام المصاعد، واستعد للهزات الارتدادية.