البحر الميت: تراجع مدهش خلال 100 عام
يُعد البحر الميت من أكثر المعالم الطبيعية تفردًا في العالم، ليس فقط لأنه أخفض نقطة على سطح الأرض، بل لأنه أيضًا يختزن في مياهه تركيزًا عاليًا من الأملاح والمعادن التي جعلت منه مقصدًا للسياحة العلاجية. لكن على الرغم من أهميته، فإنه يشهد تراجعًا مقلقًا في مساحته ومستواه منذ عقود، حتى باتت صوره من الأقمار الصناعية تُظهر تغيرًا جذريًا بين الماضي والحاضر.
في عام 1930، كانت مساحته تقترب من 1,050 كيلومترًا مربعًا. اليوم، تقلصت إلى حوالي 605 كيلومترات مربعة، مما يعني أنه فقد أكثر من 45% من مساحته. هذا التراجع لا يرتبط فقط بعوامل طبيعية، بل أيضًا بتدخل الإنسان بشكل مباشر، وهو ما يزيد من خطورة الوضع.
انقسام البحر الميت: شمال مائي وجنوب صناعي
في أواخر السبعينيات، وتحديدًا عام 1979، بدأت أولى علامات التغير الخطير، حيث انقسم البحر الميت إلى حوضين:
- الحوض الشمالي: لا يزال يحتوي على مياه طبيعية، لكنه يتراجع سنويًا بمعدل يقارب مترًا واحدًا.
- الحوض الجنوبي: جفّ بالكامل تقريبًا، وتم تحويله إلى برك تبخير صناعية تُستخدم لاستخلاص البوتاس والمعادن.
هذه البرك الصناعية تُدار من قبل شركات في كل من الأردن وإسرائيل، وتُعد مصدرًا اقتصاديًا هامًا. لكن في المقابل، ساهمت هذه الأنشطة في تسريع انحسار المياه.
الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع
- تراجع تدفق نهر الأردن، المصدر الرئيسي لتغذية البحر، بسبب بناء السدود وتحويل المياه للزراعة.
- الاستخدام المفرط للمياه من بحيرة طبريا.
- التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، مما زاد من معدلات التبخر.
- التوسع الصناعي في الجنوب، واستخدام المياه بكميات كبيرة لاستخلاص المعادن.
التبعات: حفر انهيارية وأزمات بيئية
نتيجة انخفاض منسوب المياه، ظهرت أكثر من 1,000 حفرة انهيارية (sinkholes) على طول الشاطئ. بعض هذه الحفر ابتلع أراضٍ زراعية وطرقًا وحتى أبنية سياحية. كما تأثرت البنية التحتية وتراجعت المشاريع الاستثمارية في المنطقة.
هل هناك أمل؟ مشروع قناة البحرين
من أبرز الحلول المقترحة لإنقاذ البحر الميت، مشروع “قناة البحرين” (البحر الأحمر إلى البحر الميت)، وهو مشروع إقليمي يهدف إلى ضخ المياه من البحر الأحمر نحو البحر الميت للمساعدة في رفع منسوبه. المشروع حظي بدعم البنك الدولي، لكن لم يتم تنفيذه بسبب التحديات السياسية والبيئية.
يمكنك الاطلاع على المزيد من تفاصيل المشروع من خلال
موقع البنك الدوليموقع البنك الدولي
في الختام
البحر الميت ليس مجرد بحيرة، بل مرآة تعكس أزمة المياه الإقليمية. ما نراه اليوم قد يكون نذيرًا لما قد يحدث في مناطق أخرى من العالم. الحل ليس تقنيًا فقط، بل سياسي وتعاوني بالدرجة الأولى.
هل تعتقد أنه ما زال بالإمكان إنقاذ البحر الميت؟ شارك رأيك، وانشر الوعي.
مشروع قناة البحرين يجب القيام به لان فوائده كثيره جدا فوق التصور لذلك يجب الإسراع بتنفيذه