هل تمتلك الأسماك “هرمون الحب”؟




أثبتت دراسة نشرتها مجلة “ساينس” العلميّة أن الأسماك تستشعر الخطر الذي تحسّ به بقيّة الأسماك القريبة منها، وينتقل إليها، بعد أن بيّنت أن دماغ الأسماك يحتوي على الكوّن الكيميائي “أوكسيتوسين”، الذي يوجد في دماغ الإنسان، ويكون مسؤولاً عن العواطف التي نشعر بها، كالإحساس بالحبّ، ويُطلق عليه البعض اسم “هرمون الحبّ”.

وبيّنت الدراسة أن حذف الجينات المرتبطة بإنتاج وامتصاص الأوكسيتوسين في أدمغة سمك الزرد، وهو نوع استوائيّ صغير يُستخدم كثيراً في الدراسات العلميّة، جعل هذه الأسماك غير اجتماعيّة، وتسبّب بتغيير سلوكها عندما كانت بقية الأسماك في حال من القلق، ثم لمّا تمّ حقن الأسماك في عيّنة الدراسة عادت إلى طبيعتها.
وأشار الباحث في علم الأعصاب في جامعة كالجاري، إبوكون أكينرينادي، وهو مؤلف مشارك في الدراسة، إلى أن “هذه الأسماك تتفاعل كما الإنسان، فهي تتجاوب مع الخوف الذي تشعر به بقيّة الأسماك”.
وسعت الدراسة بشكل أساسيّ إلى تبيان أنّ الإحساس بالتعاطف ليس سلوكاً خاصّاً بالإنسان، وأن هذا التفاعل الكيميائيّ الذي يحدث في الدّماغ يوجد في الطبيعة، بالإضافة إلى تأكيد وجود التعاطف لدى الأسماك، وهو أمر كان مشكوكاً فيه عكس الحيوانات الأخرى.
وتوضح الدراسة أن الأسماك أعطت اهتماماً كبيراً للأسماك التي تعرّضت للتوتر، كما لو أنها تواسيها، مما أكد للباحثين أن هرمون الأوكسيتوسين يؤدي دوراً رئيسياً في نقل العواطف، وفي دعم الأسماك بعضها البعض في حالة الخطر.
وصرح هانز هوفمان، باحث في علم الأعصاب بجامعة تكساس، بأن
الأوكسيتوسين يُشبه “الجهاز الذي ينظّم الحرارة، ويقوم بتحديد ما هو مهمّ اجتماعياً في موقف معين، ويالتالي ينشّط الدوائر العصبية التي قد تجعلك تهرب من الخطر، أو أن تنخرط في سلوك التودّد”.

المصدر