يُعتبر الضباب من الظواهر الجوية التي تُشكل خطراً كبيراً على الأرواح والمُمتلكات، فقيادة وسائل النقل المُختلفة خلال تشكّل الضباب أشبه بمن يسير وهو معصوب العينين، وهذا مام يُشكل خطراً على حركة الملاحة البرية والبحرية والجوية
كيف يتكون الضباب؟
ولمعرفة كيفية تشكُل الضباب يجب علينا أولاً توضيح مُصطلح “درجة الندى” الذي يعتبر مهماً في علم الأرصاد الجوية، وهو يشير إلى درجة حرارة الهواء التي لو بُرِّد عندها لأصبح مُشبعاً ببُخار الماء، حيثُ لا يُمكن للهواء استقبال المزيد من بخار الماء عند درجة الحرارة هذه.
ومع وصول درجة حرارة الهواء القريب من سطح الأرض إلى درجة الندى، فإنه يُصبح مشبعاً بالبُخار ويبدأ بالتكاثُف على شكل قطرات مائية صغيرة للغاية في طبقة تُلامس قاعدتها سطح الأرض، ما يؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من 1 كيلومتر.
ومن شروط تكاثُف بُخار الماء –بجانب وصول درجة الحرارة إلى نُقطة الندى – وُجود ما يُسمّى بنوى التكاثُف وهي أجسام صغيرة جداً عالقة في الهواء، تنجذب نحوها جُزيئات بُخار الماء وتتجمع فوقها مكونة قطرات مائية صغيرة لا يُمكن وُجودها إلا بتوافُر هذا الشرط.
ويتشكّل الضباب في الطبقة السُفلى للغلاف الجوي وقد يمتد سُمكه إلى ارتفاع 300 متر في بعض المرّات.
ويُعتبر الضباب الإشعاعي من أكثر أنواع الضباب شيوعاً وتكراراً في الوطن العربي، حيثُ يحدث هذا النوع من الضباب ليلاً أو مع ساعات الفجر والصباح الباكر. وذلك عندما تفقد الأرض حرارتها بالإشعاع (طويل الموجة) خلال الليالي الطويلة ذات الأجواء الرطبة والباردة والصافية والمُستقرّة مع وجود رياح خفيفة، حيثُ يتكاثف بُخار الماء حال وصول درجة الحرارة إلى درجة الندى.
ويتميز الضباب الإشعاعي بحدوثه عادةً فوق المناطق السهلية المُنبسطة وبأنه ثابت في مكانه يتلاشى بعد شروق الشمس أو في حالة نشاط الرياح.
أما الضباب الإنتقالي وهو أيضاً من أكثر أنواع الضباب تكراراً وانتشاراً، فيحدُث عندما يهب هواء دافئ ورطب على سطح بارد، حيثُ تبرد درجة حرارة الهواء إلى درجة الندى ويبدأ الضباب بالتشكُل.
قد يكون الضباب الإنتقالي مترافقاً مع رياح تصل سُرعتها إلى 14 أو 15 عُقدة، ويتميز بانتقاله بين منطقة وأخرى على عكس الضباب الإشعاعي الثابت. ومن أكثر المناطق العربية تعرُضاً لمثل هذا النوع من الضباب مناطق غرب المملكة المغربية وسواحل الأطلسي.
كما يتميز بإمكانية حُدوثه في أي وقت من اليوم وبقائه لفترة أطول من الضباب الإشعاعي، فقد يستمر في بعض المناطق عدّة أيام ليلاً ونهاراً.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.