هل السفر عبر الزمن إلى الماضي خرافة أم احتمال؟




بينما السفر عبر الزمن هو مادة خصبة للخيال العلمي الروائي أو السينمائي، لكن العلم بفهمنا الحالي للكون يقطع باستحالة السفر عبر الزمن إلى الماضي -لاحظ اننا نتحدث عن السفر إلى الماضي فقط في هذا المقال

السفر عبر الزمن هو السفر من نقطة في الزمن إلى نقطة أخرى، بطريقة مماثلة للسفر في المكان. السفر إلى الماضي، هو السفر من الوقت الحاضر إلى نقطة زمنية في الماضي.

لا يوجد سائحون من المستقبل 

من الأسباب المنطقية التي تقتل فرضية السفر إلى الماضي، لماذا لم نرى حتى الأن المسافرين من المستقبل؟ أو لم نرى هذا الأمر في الماضي؟ نحن هنا نتكلم عن مستقبل الكون كله. في مستقبل الكون كله لم يقرر شخصًا ما العودة إلى زماننا؟ لماذا؟!

حدس حماية التتابع الزمني

حسبما يقول عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ، قوانين الفيزياء تتأمر على منع السفر عبر الزمن حتى على المستوى الميكروسكوبي. حدس حماية التتابع الزمني Chronology Protection Conjecture هو حدس يقول أنه لا يمكن كسر سلسلة الزمن حسب قوانين الفيزياء الموجودة بين أيدينا. (مصدر)

المفارقات

هناك العديد من المفارقات أو التناقضات التي تقضي باستحالة كون العودة بالزمن من الناحية المنطقية. تخيل معي أنك تكره شخصًا ما لأنه قتل شخص عزيز عليك، فقررت في الوقت الحاضر العودة بالزمن قبل أن يقتله وقمت بقتله. سيختفي سبب كراهيتك له، صحيح؟ لأنك قتلته قبل أن يقتل الشخص العزيز عليك. إذًا ما الدافع الذي سيجعلك تعود بالزمن في الوقت الحاضر؟ لا شئ. فلن تعود بالزمن فلن تقتله فسيقتل الشخص العزيز عليك. وبهذا سندخل في دائرة لا نهائية تقضي باستحالة أن توقف حدث في الماضي. تعرف تلك المفارقة بمفارقة قتل هتلر.

معهد هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا درس الأمر فعلًا ويؤكد لك أنه مستحيل

في دراسة استمرت 10 سنوات على الفوتونات، وصل العلماء في هونغ كونغ أن جعلها تسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء هو أمر مستحيل مما يجعل الفكرة كلها مستحيلة بعض الشئ. العلماء القائمون على البحث يدعون أن الأمر أصبح منتهيًا بالنسبة لهم. (مصدر)

الفوضى الكونية

هذا المبرر ربما يكون منطقيًا أكثر منه علميًا، لكن تخيل صديقي إذا كان السفر إلى الماضي ممكنًا، ما حجم الفوضى التي سيغوص فيها الكون؟ ستقابل أجدادك قبل أن تولد، ستغير في أحداث الزمن على هواك، مما قد يُحدث نتائج كارثية في المستقبل والحاضر، قد تقابل نفسك، كم نسخة فيزيائية قد تكون منك إذا عدت في الزمن إلى نفس اللحظة من نقط أخرى مختلفة زمنيًا قد تكون لانهائية، قد تكون جيشًا من نفسك! وهذا لم يحدث إلى يومنا هذا ولم يفعله أحد. شئنا أم أبينا هذا الكون لديه قوانين محكمة يدعمها العلم، وهو على ما يبدو لا يقبل الفوضى.

النظريات حول الثقوب الدودية لا تزال مبهبمة ولا يزال العلماء لا يعرفون كيف تعمل 

بصورة مبسطة، الثقوب الدودية هى عبارة عن ممرات يمكن أن تنقلنا في الزمكان (الزمان والمكان). الثقوب الدودية لا تزال حتى يومنا هذا أسيرة الرياضيات، لم تلاحظ، ولم تُفهم تمامًا. أبرز النتائج المتعلقة بالسفر عبر الزمن والثقوب الدودية هى دراسات بروفسيور لوك بوتشر في جامعة كامبردج التي تقول أن إرسال رسائل إلى الماضي أو المستقبل عبر الثقوب الدودية هى أمر ممكن، لكن كيف نستخدم الفوتونات التي تنتقل عبر الثقوب الدودية لإرسال رسالة ما إلى زمن ما هو أمر لم يصل له العلم في شئ حتى بطريقة نظرية. (المصدر

علماء يجزمون باستحالة السفر إلى الماضي

بجانب علماء هونغ كونغ الذين تحدثنا عنهم في فقرة سابقة، علماء لهم احترامهم في وسط الفيزياء النظرية نفسها يؤمنون بأن السفر إلى الماضي هو شئ مستحيل تمامًا كستيفين هوكينغ (مصدر). ستيفن هوكينغ قام بتنظيم حفلة للمسافرين عبر الزمن لم يعلن عنها سوى بعد انتهاء الحفلة -لا يهم متى يعلن عنها فهم في المستقبل سيعرفون على أية حال-، لكن للأسف لم يحضر أحد.

الإمكانية الرياضية لا تُعني بالضرورة أن يكون حقيقة

يقول العالم تشارلز ليو، رياضيًا يمكن فعلًا القول أن شيئًا ما يمكنه السفر إلى الماضي. لكن هذا ليس ممكنًا واقعيًا لي ولك، في أكثر الأراء تشددًا يعتقد العلماء أن السفر عبر الزمن للماضي ممكن نظريًا ومستحيل عمليًا -حتى الآن على الأقل-. (مصدر)

القول بنقل أشياء إلى الماضي، هو خرافة غالبًا لن تجدها سوى على الأنترنت العربي

 

من المؤسف أن بعض المواقع العربية والمنتديات نقلت مقالًا منسوبًا لدكتور نبيل فارق، كاتب الخيال العلمي تدعي أنه قال أن نقل أشياء عبر الزمن قد حدث بالفعل. المقال المُسمى بـ (الانتقال الآني والسفر عبر الزمن) هو مقال وهمي لا يحمل أى مصدر علمي، ولا يحتوي أى مصدر أجنبي وهو من خيال كاتبه.

الخلاصة: الكون لا يزال لغزًا كبيرًا، الثقوب السوداء، الثقوب الدودية، الزمن لا تزال غير مفهومة تمامًا، لكن العديد من النواحي تؤكد أن السفر إلى الماضي مستحيل عمليًا، أما السفر للمستقبل، فهو له حديث آخر.