جسر أوفرتون ،، لغز الجسر الذي أصاب الكلاب بالجنون ودفعهم للانتحار




في دمبارتون، اسكتنلدا، يقع جسر مزخرف من القرن التاسع عشر يُعرف باسم جسر أوفرتون أو “جسر الانتحار” كام يُعرف اليوم. منذ الأزل، لاحقت الجسر العديد من الشائعات باعتباره ملعونًا ومكانًا اشتُهر بانتحار الكلاب من فوقه!

يعود تاريخ حالات انتحار الكلاب من فوق الجسر إلى الخمسينيات من القرن الماضي على الأقل، حيث كانت الكلاب لعقود تقفز من الجسر ذي الطراز القوطي الذي يعبر وادٍ بطول 15 مترًا.

بصرف النظر عن أعداد الكلاب التي ماتت بالقفز من أعلى الجسر، إلا أنه ما من أحد يعرف السبب الحقيقي الذي يدفعها لإنهاء حياتها بهذا الشكل!

في بعض الأحيان، تنجو الكلاب من الموت بعد سقوطها لكنها تخرج بإصابات رهيبة. البعض الآخر يموت على الفور، وفي حالة واحدة مسجّلة، نجا كلب بعدما قفز من الجسر ثم ركض على المنحدر وقفز مرةً أخرى! فما الذي يدفع الكلاب لمثل هذه التصرفات الغريبة والمتهورة؟

 

الاندفاع خلف الرائحة والفضول

في عام 2010، زار عالِم السلوك الحيواني ديفيد ساندز الجسر، واستنتج أن الكلاب بالتأكيد لم تكن تقتل نفسها عن قصد.

مع تتبع أنواع الكلاب الأكثر ميلًا للقفز، وجد ساندز أن معظمها كان ذا أنوف طويلة ولديها مهارات في تتبع الرائحة، لذلك قد يكون دافعها للقفز هو لتتبع رائحة معينة.

أشار ساندز إلى أن طبيعة الجسر القوطية والحواف المدببة التي يضمها تبدو كأنها طائرة مسطحة وآمنة من وجهة نظر الكلب، ما يساهم في ارتباكهم. كما أن الوادي تحت الجسر مكان للحيوانات البرية ويمكن للكلاب أن تشم رائحة أو ترى واحدًا من تلك الحيوانات وتندفع للركض خلفها.

في فيلمه الوثائقي عن لغز جسر أوفرتون، قاتل ساندز إن الفضول هو الذي قتل الكلاب بدفعهم للقفز من فوق الجسر.

خرافات جسر أوفرتون

على الرغم من وجود تفسيرات علمية، لكن هذا الجزء من البلاد مليء بالخرافات. السكان المحليون يعتقدون أن هناك عوامل خارقة تدفع الكلاب للقفز إلى الهاوية.

إحدى النظريات المتداولة تقول إن الأرملة الحزينة، “سيدة أوفرتون البيضاء” يظل شبحها على الجسر ما يُثير جنون الكلاب ويدفعهم للانتحار.

حدث آخر أكثر قتامة وقع عام 1994، حيث قام أب يبلغ من العمر 32 عامًا بإلقاء طفله عن الجسر، مدّعيًا أنه ضد المسيح، وقد مات الطفل في اليوم التالي وأُعلن عن الأب بأنه مجنون مع التحفظ عليه داخل مؤسسة نفسية.

يقول السكان المحليون إن الكلاب، في كل حالة تقريبًا، تميل إلى القفز من نفس المكان الذي أُلقي منه الطفل. كما يقولون، تركت هذه المحنة صدعًا خارقًا من نوع ما يؤثر على سلوك الكلاب.

لم يتفق العلماء مع ما يدّعيه السكان المحليون، لكن حتى الآن تظل نظرياتهم غير واضحة أو دقيقة لتفسير سلوك الكلاب الغريب والدافع الحقيقي خلف الانتحار!

وحتى انكشاف السر، يظل الحرص الشديد سيد الموقف لكل شخص ينوي أن يقطع جسر أوفرتون برفقة كلبه خشية أن يُجن وينضم لضحايا لعنة الجسر!

المصدر