يرتبط “المسحراتي” بوجداننا في شهر رمضان صغارا كنا أو كبارا وهي المهنة التي لم تنل منها السنين فلا زال يوجد في بعض الاماكن وفي الأماكن الأخرى نتمنى قدومه وهو يحمل طبلته وينادي علينا بأسامينا لنستيقظ قبل الفجر لتناول وجبة السحور.
وعلى الرغم من شهرة المسحراتي في العديد م الدول الاسلامية إلا أن المصريين هم أول من ظهر بينهم من يوقظ الناس للسحور بالطبلة والاناشيد. وقد كان “المسحراتية” في مصر يطوفون في شوارع المدينة أو القرية يرددون الأناشيد الدينية وينادون الناس ليستيقظوا طالبين منهم أن يوحدوا الله، ويضربون على طار ضربات متوالية حتى يسمعهم النائمون فيهبوا من نومهم لتناول السحور.
وكان والي مصر إسحق بن عقبة أول من طاف على ديار مصر لإيقاذ أهلها للسحور، وفي عهد الدولة الفاطمية كانت الجنود تتولى الأمر. وبعدها عينوا رجلا أصبح يعرف بالمسحراتي، كان يدق الأبواب بعصا يحملها قائلا «يا أهل الله قوموا تسحروا».
أما أهل بعض البلاد العربيّة كاليمن والمغرب فقد كانوا يدقّون الأبواب بالنبابيت، وأهل الشّام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطّنابير وينشدون أناشيد خاصّة برمضان..
المسحراتي في كتب الرحالة:
قد شغف الرحالة و المستشرقون بهذه المهنة وكتبوا عنها فى كتبهم مثل: الرحالة المغربي “ابن الحاج” الذي جاء إلى مصر في العصر المملوكي في عهد الناصر محمد بن قلاوون تحدث عن عادات المصريين وجمعها في كتاب والمستشرق الإنجليزي “إدوارد لين حى لنا عن المسحراتى فى كتابه المصريون المحدثون ..شمائلهم وعاداتهم، فيقول:يبدأ المسحراتي جولاته عادة بعد منتصف الليل ممسكا بشماله بطبلة صغيرة وبيمينه عصا صغيرة أو قطعة من جلد غليظ،وبصحبته غلام صغير يحمل مصباحا أو قنديلا يضيء له الطريق،ويأخذ المسحراتي في الضرب على الطبلة ثلاثا ثم ينشد ،يسمى فيه صاحب البيت وأفراد أسرته فردا.. فردا – ماعدا النساء- إذا كان بالمنزل فتاة صغيرة لم تتزوج فيقول أسعد الله لياليك يا ست العرايس ويردد أيضا أثناء تجواله على إيقاع الطبلة كثيرا من القصص والمعجزات والبطولات عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو زيد الهلالي وغيره،ويسعد الناس كثيرا بسماع صوت هزه الشخصية المحبوبة وعلى الأخص الأطفال وعادة ما يتوارث الأبناء هذه المهنة عن آبائهمتنوع شخصية المسحراتى:ويختلف المسحراتى من مكان لاخر فمثلا مسحراتى الاحياء الشعبية تجده يحفظ أسماء كل أبناء الحي ..والنداء باسم الأطفال يفرحهم جدا،فينتظروه كل ليله ليسمعوا صوته ويطلبون منه ان ينادى أسماءهم، فيقول:
يا عباد الله وحدوا الله،سحورك يا صايم وحد الدايم
يا عباد الله وحدوا الله
قوم ياحمادة وأنت يا وليد
سحورك ليوم جديد..
بالله يا هدى أنت ورشا
اصحى ياتامر..السحور ياولاد.
المسحراتي الشيك..محمد فوزي
كان الفنان محمد فوزى من الفنانين الذين قاموا بدور شخصية المسحراتى فى شهر رمضان، حيث كان يتغنى بكلمات نظمها عبد العزيز سلام أثناء تجوله فى شارع الفن ليوقظ أصدقائه الفنانين بكلمات رقيقة وهو يرتدى جلبابًا وكوفية وطاقية معممة،والصور تعكس حالة الغناء وبيده طبلة يدق عليها ليوقظ النائمين..
وكان يبدأ محمد فوزى كلماته قائلاً :
يا عباد الله وحدوا الله .. أدى وقت الاستغفار والطلب من الله
يا أهل الفن ويا أهل السينما .. يا أهل المزيكا والمغنى رمضان جه وده شهر كريم
والصوم فيه بيودى الجنة يا عباد الله .. وحدوا الله
وقد خص محمد فوزي الفنانين بأسمائهم ومنهم الفنان الراحل عبدالحليم حافظ الذي ايقظه على كلمات جاء فيها: