قد يكون الحفاظ على رطوبة الجسم وتجنّب العطش خلال شهر رمضان أمراً أساسياً يتطلّب الانتباه بسبب التغييرات الكبيرة في عادات الأكل والنوم.
يُمكن أن يؤدّي فقدان الماء طوال اليوم جفافاً وعطشاً وخللاً في الوظائف الطبيعيّة للجسم. لذلك، بالإضافة إلى الحدّ من التعرّض المباشر للشمس، ثم ارتداء الملابس القطنية كوسيلة للحفاظ على البرودة، يجب التركيز على بعض العادات والأطعمة في مقابل تجنّب أخرى تُسبّب العطش والجفاف.
ما هي الأطعمة والعادات التي تؤدي إلى العطش والجفاف؟ وكيف تتجنبها؟!
تقدّم اختصاصية التغذية داليا حرب أهم الأطعمة والمشروبات المسؤولة عن زيادة العطش والجفاف خلال شهر رمضان وأبرزها:
1- المشروبات الغنية بالكافيين:
يفضّل كثيرون الإكثار من تناول القهوة والشاي والنسكافيه وغير ذلك من المشروبات الغنية بالكافيين لتفادي الصداع الناتج من نقص الكافيين طوال اليوم. لكن هذه المشروبات تزيد من إحساسك بالعطش كما تزيد من الصداع.
كذلك هي مدرّة للبول، وتناولها ممّا يؤدّي إلى تسريع عمليّة جفاف الجسم وزيادة الشعور بالعطش خلال يوم الصيام الطويل. وعليه، يُنصح بتقليل هذه المشروبات واستبدالها بالمياه والعصائر والمشروبات العطرية الساخنة.
2- الأطعمة الغنية بالصوديوم:
عليك تجنّب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الأملاح والصوديوم كالنقانق، واللحوم المُصنّعة والمملّحة ومنتجات الأسماك، والزيتون والمخلّلات، والأطعمة السريعة، والأجبان المالحة، والأنواع المختلفة من المقرمشات الجاهزة، والسلطات، والصلصات (كالمايونيز والخردل والكاتشاب). كذلك يُفضل الحدّ من استخدام الملح بقدر الإمكان إلى أقلّ من 2300 ملغم في اليوم على النحو الموصى به من قبل جمعية القلب الأميركية. لذلك، يُمكن استخدام أعشاب مختلفة لتحسين نكهة الأطعمة عند الطهو.
3- الحلويات العربية الرمضانيّة:
لن أنصحكم بعدم تناولها، لأنّ جميعنا ننتظر هذه الحلويات خلال هذا الشهر الفضيل، لكن عليكم تناولها بكميّات معتدلة وليس كلّ يوم، أو يُمكنكم خبزها في المنزل بطريقة صحيّة.
4- الأطعمة المقليّة والحارّة
تجنّب كلّ أنواع الأطعمة المقليّة خاصّةً على وجبة السّحور؛ فهذه الأطعمة تسبّب العطش الشديد بسبب تشرّبها الزيت.
كذلك تجنّب الأطعمة التي تُضاف إليها توابل حارّة كي تتجنّب العطش الشديد خلال يومك التالي.
ولا تنسَ أن من شأن المخللات والزيتون والأسماك المملّحة والأطعمة التي تحتوي على كميّات كبيرة من البهارات أن تزيد من حموضة المعدة، وبالتالي تزيد من حاجة الجسم إلى السّوائل.
كيف تتفادى الشّعور بالتعب والعطش؟
تُشير حرب إلى أهميّة اتّباع بعض النصائح العامّة التي يمكن أن تساعد في التغلّب على التعب، وعلى تجنّب العطش، وهي:
– تجنّب الإفراط في الأكل وتناول الطعام ببطء للمحافظة على الوزن الصحيّ وصحة الجهاز الهضميّ؛ فالإفراط في الأكل يؤدي إلى الحرقة والإمساك.
– شرب ما لا يقلّ عن ثمانية أكواب من الماء أو الكميّة الموصى بها من قبل اختصاصية التغذية، خلال ساعات الإفطار.
– تأجيل وجبة السّحور إلى ما بعد منتصف الليل ليتمكّن الجسم من مقاومة الشّعور بالعطش أو الجوع خلال اليوم التالي.
– تناول فاكهة غنية بالماء كالفراولة أو العنب أو التفاح أو البرتقال أو الكيوي أو التوت على أنواعه.
يُمكن أيضاً اختيار الخضراوات التي تحتوي على كميّات كبيرة من الماء مثل الخضراوات الورقيّة الخضراء، والخيار، والطماطم، والكرفس، والملفوف، للمساعدة في الحفاظ على رطوبة الجسم.
-اختيار وجبات السّحور الخفيفة والصحيّة التي تحتوي على كميّات كافية من الماء والألياف لتقليل الشعور بالجوع والعطش.
– تجنّب ارتفاع درجات الحرارة: يُفضّل الجلوس في الأماكن المكيّفة وعدم التعرّض لأشعة الشّمس بشكل مباشر.
إن شهر رمضان المبارك يُمكن أن يكون محطة انتقال للتخلّص من العادات الضارّة إن كانت اجتماعيّة، نفسيّة جسديّة أو صحيّة. وتنصح حرب باكتساب عادات صحية جديدة خلال هذا الشهر الفضيل، لأن لا شيء أغنى من صحتنا.
فكلّ ما على الصائم هو اتّباع نظام غذائيّ لوزن الجسم، وممارسة الرياضة بشكل يوميّ، والتقليل قدر الإمكان من تناول الوجبات السريعة، وشرب كميّة كافية من الماء، والحدّ من التدخين..وإن أمكن ممارسة بعض التأمل أو اليوغا.