128
القصة تعود إلى زمن الدولة العباسية عندما رأى الخليفة العباسي الواثق باللّه (232هـ-722م) في المنام حلماً تراءى له فيه أن السد الذي بناه ذو القرنين، قد انفتح، فأفزعه ذلك فكلف سلام الترجمان بالقيام برحلة ليسـتكشف له مكان سد ذي القرنين
يروي الإدريسي في كتابه: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، وابن خرداذيه في كتابه: المسالك والممالك قصة هذه الرحلة على النحو التالي : ” إن الواثق باللّه لما رأى في المنام أن السد الذي بناه ذو القرنين بيننا وبين يأجوج ومأجوج مفتوحاً، أحضر سلاماً الترجمان الذي كان يتكلم 30 لساناً
وقال له إذهب وانظر إلى هذا السد وجئني بخبره وحاله، وما هو عليه، ثم أمر له بأصحاب يسيرون معه وعددهم 60 رجلاً ووصله بـ 5 آلاف دينار وأعطاه ديته 10 آلاف درهم، وأمر لكل واحد من أصحابه بـ 50 ألف درهم ومؤونة سنة ومئة بغل تحمل الماء والزاد، وأمر للرجال باللبابيد وهي أكسية من صوف وشعر
وحمل سلام رسالة من الخليفة إلى إسحاق بن إسماعيل صاحب أرمينية بتفليس، وكتب صاحب أرمينية توصية لهم إلى صاحب السرير، وذلك كتب لهم إلى صـاحب اللان، وهكذا إلى فيلا شاه وطرخان ملك الخزر، الذي وجه معهم خمسة أدلاء ساروا معهم 25 يوماً حتى انتهوا إلى أرض سوداء منتنة الرائحة
فسرنا فيها عشرة أيام، ثم وصلنا إلى مدن خراب فسرنا فيها عشرين يوماً وسألنا عن خبرها فقيل لنا هي المدن التي خربها يأجوج ومأجوج، ثم صرنا إلى حصون بالقرب من الجبل الذي في شعبة منه السد، وفي تلك الحصون قوم يتكلمون العربية والفارسية، مسلمون يقرؤون القرآن ولهم كتاتيب ومساجد
وبين كل حصن وآخر فرسخان، ثم صرنا إلى مدينة يقال لها (إيكة) لهـا أبواب من حديد وفيها مزارع وهي التي كان ينزلها ذو القرنين بعسكره، بينها وبين السد مسيرة ثلاثة أيام، ثم صرنا إلى جبل عال، عليه حصن، والسد الذي بناه ذو القرنين هو فج بين جبلين عرضه 200ذراع، وهو الطريق الذي يخرجون منه.
وفي أحد الحصنين آلة البناء التي بني بها السد، من قدور الحديد ومغارف حديد، وهناك بقية من اللبن الذي التصق ببعضه بسبب الصدأ، ورئيس تلك الحصون يركب في كل يومي إثنين وخميس، وهم يتوارثون ذلك الباب كما يتوارث الخلفاء ، يقرع الباب قرعاً له دوي، والهدف منه أن يسمعه مَن وراء الباب
فيعلموا أن هناك حفظة وأن الباب مازال سليماً، وعلى مصراع الباب الأيمن مكتوب {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً}، والجبل من الخارج ليس له مـتن ولا سـفح، ولا عليه نبات ولا حشيش ولا غير ذلك، وهو جبل مســطح، متسع، قـائم أملس أبيض”.
وبعد تفقد سلام الترجمان للسد انصرف نحو خراسان ومنها إلى طبانوين، ومنها إلى سمرقند في ثمانية أشهر، ومنها إلى أسبيشاب، وعبر نهر بلخ ثم صار إلى شروسنة فبخارى وترمذ ثـم إلى نيسابور، ومات من الرجال في الذهاب 22 رجلاً وفي العودة 24 رجلاً. وورد نيسابور وبقي معه من الرجال 14
وعاد إلى (سر من رأى) فأخبر الخليفة بما شاهده، بعد رحلة استمرت 16 شهراً ذهاباً و12 شهراً في الإياب . اعتبر المستشرق “دي خويه “رحلة سلمان الترجمان واقعة تاريخية لاشك فيها وأنها جديرة بالاهتمام، وأيده في هذا الرأي خبير ثقة في الجغرافيا التاريخية هو “توماشك”
وفي الآونة الأخيرة يرى عالم البيزنطيات “فاسيلييف “أن سلاماً نقل ما شاهده في رحلته للخليفة العباسي الذي أوفده لهذه المهمة، وبعد أن نقل المستشرق الروسي “كراتشكوفسكي” هذه الآراء مع آراء المشككين في الرحلة، قال: ويلوح لي أن رأي فاسـيلييف هذا لا يخلو من وجاهة رغماً من أن :
وصف الرحلة لا يمكن اعتباره رسالة جغرافية، بل مصنف أدبي يحفل بعناصر نقلية من جهة وانطباعات شخصية صيغت في قالب أدبي من جهة أخرى . يتبين لنا من وصف سلام الترجمان ان الموقع الذي وجد فيه السد هو موقع في الشمال الشرقي لدولة العباسية في شمال اسيا او ما يعرف الان بالامارات المنفكه
من الاتحاد السوفيتي كزكخستان وطاجكستان وغيرها ولكن ايضا باتباع النص القرأني لوصف هذا المكان نجد ان ذو القرنين صادف في طريقه عدة علامات للمنطقه مثل انها شديدة سطوع الشمس وهذا يحدث في مكان قاحل لا زرع فيه ولا جبال وهذا المكان موجود بالفعل علي الخريطه في تلك البلاد .
وايضا علامة السدين وهما ايضا سدين طبيعيين موجودان في طاجكستان وبالنظر المدقق وبالبحث الممعن لتلك المنطقة سنزهل من وجود سد مشابه تماما لما وصف القرآن ووصف سلام في رحلته ، ولكنه ليس سدا بل ردما كما وصف ذو القرنين والفرق في المعني كبير ، فالسد يحول بين شيئين ولو كان سدا
ما حيرنا مكانهم طوال الاف السنين لاننا وكما ورد في الصحيح هم اكثر من بنو البشر ب ٩٩٩ مره فاين هم ؟ ولكنه ردما وهو ما يردم به فتحه في الأرض او في الجبل فيخفي ما وراءه. بالاضافه الي استخدام ألفاظ مثل ” من كل حدب ” او ” ينسلون ” وهي توحي بخروجهم كلهم من مكان جبلي بسرعه
ومن مشاهده شكل السد و حجمه وقوته نعرف ايضا اجابه السؤال الذي طالما حير الجميع ، وهو أين يعيش هؤلاء القوم بتلك الأعداد في غياب عن اعيننا ؟ والغريب ان الاجابه كل يوم تمر أمامنا ونحن لا ندري، الاجابه قالها لنا رسول الله ﷺ من أكثر من ١٤٠٠ عام ونحن لا ندري ، الإجابة في السورة
التي أمرنا ان نقرأها نبينا كل جمعة حتى لا يفتح ردمهم ، الإجابة هي ” الكهف ” . نعم يعيشون في الكهف بعيدا عن عقولنا قبل أعيننا . يأتي وعد الله ويجعل الله هذا الردم دكا فيخرج يأجوج ومأجوج من كل حدب يقتلون ويدمرون ويشربون كل ما تبقي من ماء ، و المسلمين يشتد عليهم الامر
وهم مع رسول الله عيسى عليه السلام ، منهم كما اخبر الحديث ” ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم
فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله
ثم يرسل الله مطرا لايكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة “صحيح مسلم وينتهي يأجوج ومأجوج الذين عاثوا في الارض فسادا وتنتهي اخر فتنه للمسلمين في انتظار آخر علامة يراها المسلمون وهي ريحا طيبة