هولاكو خان: القائد المغولي الذي أسقط بغداد وغير مجرى التاريخ
يُعد هولاكو خان واحدًا من أبرز القادة العسكريين في التاريخ المغولي، حيث لعب دورًا محوريًا في سقوط الخلافة العباسية في بغداد عام 1258. كان قائداً لا يعرف الرحمة، قاد جيوش المغول عبر الشرق الأوسط، وترك بصمته على التاريخ الإسلامي والسياسي للمنطقة. في هذا المقال، سنتعرف على حياته، حملاته العسكرية، وأثره الدائم على العالم الإسلامي.
1. من هو هولاكو؟
- الاسم: هولاكو خان (Hulagu Khan).
- الميلاد: 1217م، منغوليا.
- العائلة: حفيد جنكيز خان وابن تولوي خان.
- الديانة: كان بوذياً لكنه أظهر تسامحًا دينيًا مع بعض الأديان.
- الوفاة: 8 فبراير 1265م.
كان هولاكو أحد القادة العسكريين الذين كلفهم الإمبراطور المغولي منكو خان، أخوه الأكبر، بمهمة توسيع نفوذ الإمبراطورية المغولية في الشرق الأوسط.
2. المهمة الكبرى: تدمير الخلافة العباسية
في عام 1255، أمره أخوه منكو خان بقيادة حملة كبرى نحو الشرق الأوسط، وكان الهدف الأساسي:
- القضاء على الخلافة العباسية في بغداد.
- السيطرة على بلاد فارس والشام.
- فرض النفوذ المغولي على المنطقة.
3. حملة هولاكو على بغداد (1258)
الطريق إلى بغداد: بدأ هولاكو حملته بقوة عسكرية هائلة، تضمنت:
- أكثر من 150,000 جندي مغولي.
- تعزيزات من الجورجيين والأرمن وحلفائهم.
محاصرة بغداد: في يناير 1258، بدأ المغول حصار بغداد. رغم مقاومة الخليفة العباسي المستعصم بالله، إلا أن المدينة سقطت بسرعة بسبب ضعف الدفاعات.
مجزرة بغداد: بعد سقوط المدينة، ارتكب هولاكو واحدة من أبشع المجازر في التاريخ:
- قتل ما بين 200,000 إلى مليون شخص.
- حرق مكتبة بيت الحكمة، مما أدى إلى فقدان آلاف المخطوطات النادرة.
- إعدام الخليفة المستعصم بالله، حيث يُقال إنه دُهس تحت أقدام الخيول.
4. ماذا بعد سقوط بغداد؟
بعد القضاء على الخلافة العباسية، واصل هولاكو تقدمه:
- غزا سوريا وسيطر على حلب ودمشق.
- واجه المماليك في معركة عين جالوت (1260)، والتي كانت نقطة تحول حيث هُزم المغول على يد الجيش المملوكي بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس.
5. سياسة هولاكو في المناطق التي احتلها
- التحالف مع المسيحيين: كان هولاكو على علاقة جيدة ببعض القوى المسيحية مثل الأرمن والجورجيين.
- قمع التمردات بشدة: أي مقاومة كانت تُقابل بالدمار التام.
- بناء عاصمة جديدة: أسس مدينة تَبْرِيز في إيران كمركز لحكمه.
6. وفاة هولاكو ونهاية عصره
بعد هزيمة المغول في عين جالوت، عاد هولاكو إلى إيران، حيث أمضى آخر سنوات حياته هناك حتى توفي عام 1265. دُفن في جزيرة شاهي على نهر زاب الصغير.
7. تأثير هولاكو على العالم الإسلامي
- تدمير بغداد أنهى العصر الذهبي الإسلامي.
- ضياع ملايين المخطوطات العلمية والأدبية.
- نقل مركز الحكم الإسلامي من بغداد إلى القاهرة تحت حكم المماليك.
- ساهم المغول لاحقًا في نشر الإسلام بعد اعتناق أحفاده للإسلام.
يظل هولاكو أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ، حيث كان قائدًا عسكريًا بارعًا لكنه جلب الدمار للعالم الإسلامي. ورغم وحشيته، إلا أن المغول الذين أتوا بعده لعبوا دورًا في نشر الإسلام في آسيا الوسطى، مما يظهر كيف أن التاريخ مليء بالمفارقات.
المصادر: