الجزر اليمنية : أهم 30 جزيرة يمنية في البحر الأحمر والبحر العربي
عندما يفكر المرء في اليمن، غالبًا ما تتبادر إلى الذهن صور الجبال الشاهقة، والمدن التاريخية القديمة، والتراث الثقافي الغني. لكن هناك كنزًا آخر، أقل شهرة ولكنه لا يقل أهمية وجمالًا، يمتلكه اليمن: أرخبيل واسع يضم أكثر من 180 جزيرة. في الواقع، تنتشر هذه الجزر اليمنية كاللآلئ في اثنين من أهم الممرات المائية في العالم، البحر الأحمر وبحر العرب، مما يمنح اليمن أهمية استراتيجية وتنوعًا بيولوجيًا استثنائيًا.
استكشاف أهم الجزر اليمنية
من جزيرة سقطرى الأسطورية، التي تبدو وكأنها قطعة من كوكب آخر، إلى جزيرة ميون التي تتحكم في مضيق باب المندب، تروي كل جزيرة قصة مختلفة. حيث تتميز بعضها بتنوع بيولوجي فريد جعلها مواقع تراث عالمي، بينما تتمتع أخرى بأهمية تاريخية كبرى كمراكز تجارية أو محطات للحجر الصحي. وبالتالي، فإن استكشاف الجزر اليمنية هو رحلة عبر الجغرافيا والتاريخ والبيئة.
دليل شامل لكنوز اليمن البحرية
على الرغم من أن الوصول إلى العديد من هذه الجزر قد يكون صعبًا في الوقت الحالي (يوليو 2025)، إلا أن أهميتها الطبيعية والاستراتيجية تظل ثابتة، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من هوية اليمن ومستقبله. هذا المقال سيكون دليلك الشامل لاستعراض 30 من أهم هذه الجزر. حيث سنقسمها جغرافيًا بين بحر العرب والبحر الأحمر، وسنسلط الضوء على ما يجعل كل جزيرة فريدة من نوعها. لذلك، استعد للتعرف على جانب مختلف ومذهل من اليمن، جانب تحيط به المياه الفيروزية وتحرسه الشواطئ البكر.
قائمة بأهم 30 جزيرة يمنية
نبدأ رحلتنا من بحر العرب، حيث تقع الجوهرة الأكثر شهرة في التاج اليمني.
أولاً: كنوز بحر العرب – أرخبيل سقطرى الساحر
يقع أرخبيل سقطرى على بعد حوالي 350 كيلومترًا من الساحل اليمني، وهو أحد أكثر الأماكن غرابة وتفردًا على وجه الأرض.
1. جزيرة سقطرى (Socotra)
بلا شك، هي أكبر وأهم الجزر اليمنية. تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو بفضل تنوعها البيولوجي المذهل. حيث يوجد بها أكثر من 300 نوع من النباتات المستوطنة التي لا توجد في أي مكان آخر في العالم، وأشهرها على الإطلاق شجرة “دم الأخوين” الأسطورية.
2. جزيرة عبد الكوري (Abd al Kuri)
هي ثاني أكبر جزيرة في الأرخبيل ومأهولة بالسكان. وهي تتميز بتضاريسها الصخرية وسكانها الذين يتحدثون لهجة سقطرية فريدة، مما يجعلها ذات أهمية ثقافية وأنثروبولوجية.
3. جزيرة سمحة (Samhah)
ثالث أكبر جزيرة في الأرخبيل، وهي أيضًا مأهولة بالسكان. وتعتبر جزءًا من محمية سقطرى الطبيعية، وتشتهر بكهوفها ومجتمعاتها المحلية الصغيرة التي تعيش بأسلوب حياة تقليدي.
4. جزيرة درسة (Darsah)
تُعرف بأنها “الأخ” غير المأهول لجزيرة سمحة. وهي جزيرة صخرية مهمة للطيور البحرية والسلاحف التي تأتي لوضع بيضها على شواطئها.
5 & 6. جزيرتا كعل فرعون وصبونية (Ka’l Fir’awn & Sabuniyah)
هما جزيرتان صخريتان صغيرتان غير مأهولتين تقعان بالقرب من سقطرى. وتعتبران مواقع تعشيش مهمة للعديد من أنواع الطيور البحرية.
ثانياً: حراس المضيق – جزر باب المندب الاستراتيجية
تتحكم هذه الجزر في الممر المائي الحيوي الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي.
7. جزيرة ميون (Perim)
على الرغم من صغر حجمها، إلا أن جزيرة ميون هي واحدة من أكثر الجزر اليمنية أهمية استراتيجية على الإطلاق. حيث تقع في قلب مضيق باب المندب، وتقسمه إلى قناتين. وقد كانت عبر التاريخ موقعًا لقواعد عسكرية ومحطات فحم للسفن.
ثالثاً: العقد البركاني – جزر البحر الأحمر اليمنية
يحتوي قطاع البحر الأحمر اليمني على عدد كبير من الجزر، معظمها ذات أصل بركاني.
مجموعة جزر حنيش (Hanish Archipelago)
هذه المجموعة من الجزر كانت محور نزاع دولي في التسعينيات، مما يدل على أهميتها. 8. جزيرة جبل زقر (Jabal Zuqar): أكبر جزر المجموعة، وتتميز بقممها البركانية المرتفعة. 9. جزيرة حنيش الكبرى (Hanish al-Kabir): ثاني أكبر جزيرة في المجموعة وذات أهمية استراتيجية. 10. جزيرة حنيش الصغرى (Hanish al-Saghir): كما يوحي اسمها، هي أصغر من جارتها الكبرى. 11. جزيرة سيول حنيش (Suyul Hanish): جزيرة أخرى في نفس الأرخبيل.
اقرأ في مقالنا عن: قرية حيد الجزيل: القرية اليمنية العائمة فوق صخرة عملاقة
مجموعة جزر الزبير (Zubair Group)
هي مجموعة من الجزر البركانية الصغيرة التي شهدت نشاطًا بركانيًا حديثًا أدى إلى ظهور جزر جديدة في عامي 2011 و 2013. 12. جزيرة جبل زبير (Jabal Zubair): أكبر جزر المجموعة. 13. جزيرة صبا (Saba Island): إحدى الجزر التي تشكلت حديثًا. 14. جزيرة هي كوك (Haycock Island): جزيرة صغيرة ذات شكل مميز. 15. جزيرة سادل (Saddle Island): تتميز بشكلها الذي يشبه السرج.
الجزر الساحلية الهامة
بالإضافة إلى الأرخبيلات، هناك العديد من الجزر المهمة التي تقع بالقرب من الساحل اليمني. 16. جزيرة كمران (Kamaran): أكبر الجزر اليمنية المأهولة في البحر الأحمر. ولها تاريخ عريق كمحطة للحجر الصحي للحجاج في طريقهم إلى مكة خلال العهد العثماني والبريطاني، وتتميز بوجود غابات المانجروف. 17. جزيرة بكلان (Baklan): تقع قبالة ساحل ميدي وتشتهر بكونها ملاذًا للطيور. 18. جزيرة الزخا (Zukha): جزيرة صغيرة قريبة من ميناء الحديدة. 19. جزيرة الطير (Jabal al-Tair): جزيرة بركانية نشطة شهدت ثورانًا في عام 2007. 20. جزيرة تفقاش (Tiqfash): تقع بالقرب من منطقة ذوباب الساحلية. 21. جزيرة حارم (Harim): جزيرة صغيرة قبالة ساحل الخوخة. 22. جزيرة اللحية (Al-Luhayyah): جزء من مجموعة جزر تقع قبالة مدينة اللحية التاريخية. 23. جزيرة أم سكان (Umm Sqan): جزيرة صغيرة ضمن مجموعة جزر ساحلية. 24. جزيرة كدمان الكبرى (Kudman al-Kabir): تقع قبالة ساحل الصليف. 25. جزيرة كدمان الصغرى (Kudman al-Saghir): شقيقة الجزيرة السابقة. 26. جزيرة رشا (Rasha): تشتهر بشواطئها الجميلة ومياهها الصافية. 27. جزيرة سانا (Sana): جزيرة صغيرة أخرى تقع في المياه الإقليمية اليمنية. 28. جزيرة الراهب (Al-Rahib): تتميز بتكويناتها الصخرية الفريدة. 29. جزيرة بري (Barri): تقع في جنوب البحر الأحمر. 30. جزيرة ذهب (Dhahab): سميت بهذا الاسم لجمال رمالها.
يمكنك قراءة المزيد في مقالنا عن جبل الحجر: أعجوبة طبيعية وتاريخية في قلب الجزيرة العربية
ثروة وطنية تنتظر المستقبل
في الختام، وبعد هذه الجولة عبر 30 من أهم الجزر اليمنية، يتضح لنا حجم الثروة الطبيعية والاستراتيجية التي يمتلكها اليمن في أعماق بحاره. فمن التنوع البيولوجي العالمي في سقطرى إلى الأهمية الجيوسياسية في باب المندب، تمثل هذه الجزر إمكانيات هائلة.
الإمكانيات الكامنة والتحديات المستقبلية للجزر اليمنية
بلا شك، تكمن أكبر الإمكانيات في قطاع السياحة، خاصة السياحة البيئية والمغامرات. حيث يمكن أن تصبح جزر مثل سقطرى ومجموعة من جزر البحر الأحمر وجهات عالمية للغوص، ومراقبة الطيور، والاستمتاع بالطبيعة البكر. بالإضافة إلى ذلك، تمثل هذه الجزر أهمية كبرى للبحث العلمي في مجالات البيولوجيا البحرية والجيولوجيا. لكن هذه الإمكانيات تواجه تحديات كبيرة. ومنها الحاجة الماسة إلى الاستقرار والبنية التحتية لحماية هذه البيئات الهشة وتنميتها بشكل مستدام. كما أن تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر يمثلان تهديدًا وجوديًا للعديد من الجزر المنخفضة.
كنز استراتيجي ومستقبل واعد
إذًا، الجزر اليمنية هي أكثر من مجرد نقاط على الخريطة. إنها جزء لا يتجزأ من هوية اليمن، وثروة وطنية حقيقية. وعلى الرغم من أن الكثير من كنوزها لا تزال بعيدة عن الأنظار اليوم، إلا أنها تحمل في طياتها وعدًا بمستقبل مشرق. حيث يمكن لهذه الجزر، عند توفر الظروف المناسبة، أن تساهم بشكل كبير في ازدهار اليمن، وتشارك جمالها وتفردها مع بقية العالم.
يمكنك قراءة المزيد في مقالنا عن: الحياة البرية في الجزيرة العربية: تنوع مذهل في بيئة قاسية
الجزر اليمنية – المركز الوطني للمعلومات





