إنقاذ السلاحف البحرية

إنقاذ السلاحف البحرية والجهود الجبارة لإنقاذ أصغر سلحفاة بحرية في العالم

رحلة إنقاذ سلحفاة ريدلي كيمب

تُعد سلحفاة ريدلي كيمب (Lepidochelys kempii) واحدة من أصغر أنواع السلاحف البحرية في العالم، حيث يصل طولها إلى قدمين ونصف وتزن ما بين 70 إلى 100 رطل. ومع ذلك، فإن هذا النوع الفريد على حافة الانقراض بسبب التغيرات البيئية، الصيد الجائر، والتلوث البحري. إنقاذ السلاحف البحرية

في هذا التقرير، نستعرض الجهود الجبارة التي تُبذل إنقاذ السلاحف البحرية، بدءًا من البحث العلمي وحتى برامج إعادة التوطين في سواحل تكساس وخليج المكسيك.

اكتشاف أعشاش السلاحف في تكساس

في يومٍ حارٍّ وعاصف على ساحل تكساس، جلست دونا شيفر، العالمة المختصة في إنقاذ السلاحف البحرية، على الرمال، تبحث بعصا طويلة عن عشٍ لسلاحف ريدلي كيمب. فجأة، لمعت عيناها وهي تكتشف أول عش لسلاحف البحر، وبدت وكأنها ترى هذا المشهد للمرة الأولى رغم خبرتها الطويلة.

إنقاذ السلاحف البحرية

عملية الإنقاذ:

  1. رفع البيض بعناية من العش ووضعه في حاضنات محمية.
  2. نقله إلى منشأة الحضانة لضمان بقائه بعيدًا عن الحيوانات المفترسة.
  3. إعادة إطلاق السلاحف الصغيرة إلى البحر بمجرد أن تفقس.
إنقاذ السلاحف البحرية

المخاطر التي تواجه السلاحف الصغيرة

  • الحيوانات المفترسة: تواجه السلاحف حديثة الفقس مخاطر من سرطانات البحر، الطيور الجارحة، والراكون.
  • الصيد الجائر: كان يتم صيدها بشكل غير قانوني بسبب الاعتقاد بأن بيضها منشط جنسي.
  • التغيرات المناخية: تؤثر درجات حرارة الرمال على جنس السلاحف؛ الرمال الدافئة تنتج إناثًا أكثر، مما يؤثر على التوازن البيولوجي.

اكتشاف لغز التكاثر الجماعي لسلاحف ريدلي كيمب

في عام 1947، وثّق العالم هنري هيلدبراند أول فيديو نادر لسلاحف ريدلي كيمب وهي تتكاثر جماعيًا في المكسيك، وهو حدث يُعرف باسم “أريبادا”، حيث تصعد آلاف السلاحف إلى الشاطئ لتضع بيضها في وقت واحد.

هذا السلوك الجماعي، رغم أنه يوفر حماية طبيعية من الحيوانات المفترسة، جعلها أكثر عرضة للخطر بسبب الصيد الجائر والتدمير البيئي.

إنقاذ السلاحف البحرية
Kemp’s ridley

مشروع إعادة التوطين في تكساس

في عام 1974، بدأت الجهود لإنشاء موقع ثانوي لتعشيش السلاحف في جزيرة بادري الوطنية، تكساس، لحمايتها من الكوارث البيئية.

الخطة:

  • جمع البيض من شواطئ المكسيك ونقله إلى تكساس.
  • احتضان البيض في منشآت خاصة حتى الفقس.
  • إطلاق السلاحف الصغيرة في خليج المكسيك، على أمل أن تعود بعد سنوات لتعشش في نفس الموقع.

نجاح مشروع إعادة توطين السلاحف

بحلول عام 1985، بدأ المشروع بإطلاق 250 سلحفاة فقط، ولكن بحلول عام 2009، زاد العدد إلى أكثر من 8,000 أنثى تعشش سنويًا.

أهم الإنجازات:
ارتفاع عدد الأعشاش من 702 عشًا فقط عام 1985 إلى أكثر من 20,000 عش بحلول 2009.
تقليل حالات نفوق السلاحف من الصيد العرضي بشباك الروبيان بعد فرض استخدام أجهزة استبعاد السلاحف في قوارب الصيد عام 1987.

تحديات جديدة تهدد مستقبل السلاحف

رغم التقدم الكبير، لا تزال سلحفاة ريدلي كيمب من الأنواع المهددة بالانقراض، خاصة بسبب:

  1. تغير المناخ: ارتفاع حرارة الرمال يؤدي إلى عدم توازن نسبة الذكور إلى الإناث.
  2. الكوارث البيئية: مثل تسرب النفط في خليج المكسيك عام 2010 الذي أدى إلى تلويث موائلها الطبيعية.
  3. فقدان أماكن التعشيش بسبب العواصف الشديدة والتعرية الساحلية.
إنقاذ السلاحف البحرية
Kemp’s ridley.

لحظة إطلاق السلاحف الصغيرة إلى البحر

في صيف 2023، وقفت دونا شيفر وفريقها على الشاطئ، يراقبون أكثر من 17,000 سلحفاة صغيرة وهي تزحف ببطء نحو المياه، لتبدأ رحلتها في المحيط.

قالت شيفر، وهي تراقب السلاحف بحب:
“نحن نحمي هذه الكائنات ليس فقط لها، ولكن أيضًا للأجيال القادمة. إن الحفاظ على البيئة هو مهمة طويلة الأمد.”

ماذا يمكنك أن تفعل للمساعدة؟

  • دعم مشاريع حماية السلاحف البحرية.
  • تقليل استخدام البلاستيك، لأنه يشكل خطرًا كبيرًا على الحياة البحرية.
  • المشاركة في برامج تنظيف الشواطئ للحفاظ على بيئة آمنة للسلاحف.

كل جهد صغير يمكن أن يساعد في إنقاذ هذه الكائنات المهددة بالانقراض!

المصادر

المقال الأصلي ظهر في bioGraphic.
اقرأ المزيد هنا

الحياة البحرية في الخليج العربي: أنواع مهددة وأخرى مزدهرة

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *