القرود الرائعة: 10 أنواع مذهلة من جميع أنحاء العالم (بالصور)
القرود الرائعة من جميع أنحاء العالم. في أعالي الأشجار الكثيفة في غابات آسيا، أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، تعيش عائلة واسعة ومذهلة من الكائنات الذكية والمرحة: القرود. في الواقع، غالبًا ما تعيش هذه المخلوقات بعيدًا عن أعيننا، مما يجعل من الصعب رصدها. فهي تتميز بسرعتها، حجمها الصغير نسبيًا، وقدرتها المذهلة على التنقل بسهولة بين الأغصان. وعلى الرغم من أنها تشترك في خصائص عامة، مثل الذيول التي تميزها عن القردة العليا، إلا أن عالم القرود يزخر بتنوع هائل يضم أكثر من 260 نوعًا معترفًا به.
لذلك، في هذا المقال الشامل، سنأخذك في رحلة بصرية مذهلة لاستكشاف بعض من أروع أنواع القرود من جميع أنحاء العالم. حيث سنستعرض لقطات مدهشة لهذه المخلوقات في بيئاتها الطبيعية. أولاً، سنتعرف على قرد السعدان الذهبي الذي يتحدى الثلج. بعد ذلك، سنزور اليابان لنرى قرود الثلج الشهيرة وهي تستحم في الينابيع الساخنة. علاوة على ذلك، سنسافر إلى إثيوبيا والبرازيل لنتعرف على قرود فريدة من نوعها. وفي النهاية، ستدرك أن كل نوع من هذه القرود الرائعة له قصته الخاصة وتكيفاته المدهشة التي تستحق أن تُروى.
1. قرد السعدان الذهبي ذو الأنف الأفطس – الصين
يعتبر قرد السعدان الذهبي ذو الأنف الأفطس واحدًا من أجمل وأغرب الرئيسيات في العالم. وهو يعيش في المناطق الجبلية والغابات المعتدلة في وسط وغرب الصين. والأمر المدهش هو قدرته على تحمل البرد القارس، حيث يمكنه البقاء على قيد الحياة في درجات حرارة تحت الصفر، مما يجعله واحدًا من الرئيسيات القليلة التي تزدهر في بيئات ثلجية.
في هذه الصورة المذهلة، يظهر ثلاثة من هذه القرود وهم يتجمعون معًا في الثلج. وهذا السلوك الاجتماعي لا يهدف فقط إلى الحفاظ على الدفء، بل يعكس أيضًا الروابط العائلية القوية التي تتميز بها هذه المجموعات. وللأسف، يُعتبر هذا الحيوان من الأنواع المهددة بالانقراض بسبب فقدان موائله الطبيعية والصيد غير المشروع، وهو محمي من الدرجة الأولى في الصين.

2. قرود المكاك اليابانية (قرود الثلج) – اليابان
تشتهر قرود المكاك اليابانية، المعروفة بـ “قرود الثلج”، بقدرتها الفريدة على التكيف مع المناخات الباردة. وهي تعيش في جبال اليابان حيث تتساقط الثلوج بكثافة. وللتغلب على البرد، طورت هذه القرود سلوكًا فريدًا أصبح يجذب السياح والمصورين من جميع أنحاء العالم: الاستحمام في الينابيع الساخنة الطبيعية (الأونسن).
في هذه الصورة، يبرز الوجه الأحمر المميز لهذا القرد بشكل دراماتيكي أمام الخلفية الصخرية المغطاة بالثلوج، مما يخلق مشهدًا بصريًا قويًا. وهي تظهر الهدوء والسكينة التي تتمتع بها هذه المخلوقات حتى في أقسى الظروف. وتقدم مصادر موثوقة مثل ناشيونال جيوغرافيك معلومات رائعة عن سلوكها.

3. قرد الجيلادا – إثيوبيا: القرد ذو القلب النازف
لا يوجد قرد آخر في العالم يشبه قرد الجيلادا. فهو لا يعيش في الغابات، بل في المراعي العشبية المرتفعة في جبال سيمين بإثيوبيا. وهو الرئيسيات الوحيد في العالم الذي يتغذى بشكل أساسي على العشب. والأكثر تميزًا، هو البقعة الحمراء الزاهية على شكل ساعة رملية الموجودة على صدره، والتي يُطلق عليها اسم “القلب النازف”. وتصبح هذه البقعة أكثر إشراقًا عندما تكون الإناث جاهزة للتزاوج.
ولحماية أنفسهم من المفترسات مثل الفهود، طورت قرود الجيلادا استراتيجية دفاعية ذكية. حيث تقضي الليل على حواف صخرية ضيقة وشديدة الانحدار في الوديان، مما يجعل من الصعب جدًا الوصول إليها. وفي هذه الصورة، يتجمع قطيع من هذه القرود الرائعة في صباح رطب وضبابي في المرتفعات الإثيوبية.

4. قرود الأوراق الفضية والبرتقالية – بورنيو
تعتبر قرود الأوراق (Leaf Monkeys) مجموعة متنوعة تتميز بنظامها الغذائي الذي يعتمد بشكل أساسي على أوراق الشجر. وفي هذه الصورة الهادئة على أحد أنهار بورنيو في ماليزيا، يظهر قرد الأوراق الفضية (Silvered Leaf Monkey) وهو يتناول وجبة خفيفة من الأوراق. وهو يتميز بفرائه الفضي الداكن وشعره الطويل الذي يشبه التاج.
لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو صغار هذا النوع. فعندما يولدون، يكون فراؤهم برتقاليًا زاهيًا ومشرقًا بالكامل. ويعتقد العلماء أن هذا اللون اللافت للنظر يساعد الأم على مراقبة صغيرها بسهولة بين أوراق الشجر الخضراء. كما أنه يحفز سلوك “الرعاية الجماعية”، حيث تهتم الإناث الأخريات في المجموعة بالصغير وتحميه. ومع مرور الوقت، يبدأ هذا اللون البرتقالي في التحول تدريجيًا إلى اللون الفضي الداكن للبالغين.

5. قرد الخرطوم (Proboscis Monkey) – بورنيو: الأنف الأكثر تميزًا
يعتبر قرد الخرطوم من أغرب القرود مظهرًا بلا منازع. وهو يعيش حصريًا في جزيرة بورنيو. ويتميز الذكور البالغون بأنوفهم الكبيرة والمتدلية التي تشبه الخرطوم، والتي يمكن أن يصل طولها إلى 18 سنتيمترًا. وعلى الرغم من أن هذا الأنف قد يبدو غريبًا، إلا أنه يلعب دورًا حاسمًا في حياتهم. حيث يُعتقد أنه يعمل كغرفة صدى لتضخيم نداءاتهم، مما يجعلها أعلى وأكثر جاذبية للإناث.
وهذه القرود هي سباحون ماهرون بشكل مدهش، حيث يمكنها عبور الأنهار الواسعة للهروب من الحيوانات المفترسة. وهي من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب تدمير غابات المانغروف التي تعيش فيها.

6. قرود العواء (Howler Monkeys) – الأمريكتان: أعلى صوت في الغابة
تعيش قرود العواء في غابات أمريكا الوسطى والجنوبية. وهي تشتهر بصوتها الهادر والقوي بشكل لا يصدق. حيث يمكن سماع عواء الذكور من مسافة تصل إلى 5 كيلومترات عبر الغابة الكثيفة. وهي تستخدم هذا العواء في الصباح الباكر لتحديد مناطق نفوذها والتواصل مع المجموعات الأخرى دون الحاجة إلى القتال. وفي هذه الصورة، يظهر قرد عواء ذو لون أزرق بنفسجي مميز في البرازيل، وهو يجلس في أعالي مظلة الغابة.
ويمكنك استكشاف المزيد من اللحوم النادرة والحيوانات الغريبة في مقالاتنا الأخرى.

الخاتمة: دعوة للحفاظ على التنوع المذهل
في الختام، من الواضح أن عالم القرود الرائعة هو عالم مليء بالدهشة والتنوع. فكل نوع من هذه الأنواع يمثل قصة فريدة من التكيف والتطور. وللأسف، يواجه العديد منها اليوم تهديدات خطيرة بسبب إزالة الغابات والصيد غير المشروع. لذلك، فإن هذه الصور المذهلة ليست مجرد لقطات جميلة. بل هي أيضًا تذكير قوي بضرورة الحفاظ على هذه المخلوقات الذكية والمدهشة وموائلها الطبيعية، لنضمن أن تستمر هذه القرود الرائعة في إبهار الأجيال القادمة.





