الرئيسية » الثقافة » ترجمات الأدب العربي 2025 – روايات عربية تعبر نحو العالمية
ترجمات الأدب العربي 2025

ترجمات الأدب العربي 2025 – روايات عربية تعبر نحو العالمية

كتبه Mohamad
0 تعليقات

شهد عام 2025 نشاطًا لافتًا في ترجمات الأدب العربي إلى لغات عدة، في مقدمتها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وذلك في إطار حركة ثقافية متسارعة تهدف إلى إيصال الرواية العربية الحديثة إلى جمهور عالمي متعطّش للأصوات الجديدة القادمة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبينما استمر النقاد في الإشادة بالإنتاج العربي من حيث المحتوى والتقنيات، برزت أسماء روائية لامعة هذا العام في قوائم الترجمة، لتسجّل اختراقات نوعية في أسواق الكتاب الأوروبية والأمريكية.

لقد غيّرت ترجمات الأدب العربي 2025 نظرة العالم إلى الرواية العربية الحديثة، حيث لم تعد مجرد نصوص محلية موجهة للقارئ العربي فحسب، بل أصبحت أداة لفهم الثقافة العربية، وتعقيداتها، وتحولاتها، من خلال عدسة السرد الأدبي.

ترجمات الأدب العربي 2025: من الهامش إلى المركز

لعقود طويلة، ظلّت الرواية العربية تراوح بين حدودها الجغرافية ولغتها الأم، رغم وجود تجارب استثنائية مثل نجيب محفوظ وأمين معلوف ورجاء عالم. لكن التحديات التي فرضها المشهد العالمي المعاصر – سواء ثقافيًا أو سياسيًا – خلقت حالة من الفضول الأدبي تجاه الإنتاج العربي، خصوصًا من القرّاء المهتمين بفهم الهويات المتعددة، والنساء الكاتبات، وموضوعات الهجرة والصراع الطبقي.

ضمن هذا السياق، جاءت ترجمات الأدب العربي 2025 لتكمل ما بدأه العقد السابق، ولكن بوتيرة أكثر كثافة ونوعية. فقد شهد العام الحالي ترجمة أكثر من 30 رواية إلى اللغة الإنجليزية فقط، إلى جانب ترجمات فرنسية وإيطالية وألمانية لعدد من الأعمال التي حازت جوائز أدبية أو نُشرت بدعم من مؤسسات ثقافية عربية وغربية.

أبرز الروايات التي تُرجمت في 2025

من بين الروايات اللافتة التي نُقلت هذا العام إلى لغات أخرى:

  • دفاتر الورّاق – جلال برجس (ترجمتها دار “هوبو هاوس” إلى الإنجليزية): رواية تتناول الاضطرابات النفسية من خلال بطل يعيش بين عالمين، الورق والواقع.
  • خرائط التيه – بثينة العيسى (إصدار فرنسي جديد عن دار “غاليمار”)، وهي رواية تسلط الضوء على قضية اختطاف الأطفال في مواسم الحج، وتمثل صوتًا روائيًا نسائيًا متمكنًا من قضايا الإنسان العربي.
  • نساء الكرنتينا – نائل الطوخي (صدرت بالإسبانية عن دار “ألفا ديجيتال”)، وتُعد من أكثر الروايات العربية جدلًا نظرًا لطرحها مجتمعًا خياليًا في المستقبل القريب يهيمن عليه النسق العبثي.

كما تمت ترجمة أعمال أخرى مثل: صيف مع العدو لسهام عاصي، والوصايا لعادل عصمت، ودائرة التوابل لصالحة عبيد، التي جذبت اهتمام المترجمين بفضل لغتها الحسية الفريدة.

ترجمات الأدب العربي 2025 والتلقي الغربي

اللافت في ترجمات الأدب العربي 2025 هو أن استقبال القرّاء والنقّاد الغربيين لها كان مختلفًا عن الأعوام السابقة. فقد لاحظنا أن دور النشر لم تروّج لهذه الأعمال بوصفها “أدبًا قادمًا من مناطق صراع” فقط، بل كأعمال أدبية ذات قيمة سردية عالية. تغير الخطاب التسويقي من “روايات عن الشرق الغريب” إلى “روايات إنسانية تناقش قضايا عالمية مثل العزلة، الهوية، الحرية، والاضطراب النفسي.”

صحيفة “الغارديان” وصفت رواية الفسيفسائي، التي تُرجمت جزئيًا هذا العام، بأنها “نموذج بارع للرواية متعددة الطبقات”، في حين خصصت مجلة “النيويوركر” مقالًا كاملاً لمناقشة الترجمة الإنجليزية لرواية دفاتر الورّاق واعتبرتها من “أذكى الروايات النفسية التي خرجت من المنطقة العربية في السنوات الأخيرة.”

منح ومبادرات داعمة للترجمة

لا يمكن الحديث عن ازدهار ترجمات الأدب العربي 2025 دون الإشارة إلى المبادرات التي سهّلت هذا الازدهار. فقد وفرت مؤسسات مثل “معهد الترجمة العربي” و”برنامج بوكر العالمي للترجمة” و”مؤسسة المورد الثقافي” دعمًا ماليًا وفنيًا لترجمة أعمال نوعية، ما جعل نشرها في الخارج أكثر سهولة وانتشارًا.

إن اتساع نطاق ترجمات الأدب العربي 2025 يعكس ليس فقط تطور الرواية العربية، بل أيضًا تطور نظرة العالم إليها. لم تعد الترجمة مجرد جسر لنقل النص، بل أصبحت فعلًا ثقافيًا يعيد تشكيل الرواية، ويمنحها حياة جديدة في لغة جديدة. في القسم التالي من هذا المقال، سنستعرض أهم الروايات التي صدرت بترجمات مع تحليل لموضوعاتها وتأثيرها النقدي في المحيط الثقافي الجديد الذي وصلت إليه.

تحليل أبرز الروايات المترجمة ضمن ترجمات الأدب العربي 2025

دفاتر الورّاق – بين العزلة والتمرد

رواية دفاتر الورّاق لجلال برجس تُعد واحدة من أبرز ترجمات الأدب العربي 2025 إلى الإنجليزية، وصدرت عن دار “Hobo House”. تستعرض الرواية حياة بطل يعاني من اضطراب نفسي يجعله يعيش بشخصيات متعددة مستمدة من كتبه المفضلة، مثل دوستويفسكي وكافكا وألبير كامو. يتمكن برجس من خلق توازن بين الواقع والهذيان، مما يجعل القارئ يتساءل باستمرار: من يحكي الآن؟ أهو البطل الحقيقي أم إحدى شخصياته المتقمّصة؟

الترجمة الإنجليزية حافظت على هذه البنية النفسية المتداخلة، ونالت إشادة من نقاد أمريكيين وصفوا الرواية بأنها “أقرب إلى مناجاة فلسفية مبطنة بجريمة لا تُروى بصوتٍ واحد”. ما يميز العمل أنه تجاوز إطار “الرواية العربية التقليدية” ليقدم نموذجًا عالميًا عن الضياع الإنساني في المدن الحديثة.

خرائط التيه – عبور نحو الضمير العالمي

رواية خرائط التيه لبثينة العيسى، التي نُقلت مؤخرًا إلى اللغة الفرنسية، تضع القارئ في قلب تجربة إنسانية موجعة: اختفاء طفل خلال موسم الحج، وما يترتب عليه من ألم، بحث، شك، وانهيار. تدور الرواية حول ثنائية الأمومة والخوف، وتستعرض نقدًا اجتماعيًا ودينيًا في آن.

في نسختها الفرنسية الصادرة عن “Gallimard”، أشاد النقاد بالبساطة المؤلمة التي كتبت بها العيسى، وقدرتها على تصوير عالم داخلي مفعم بالحزن والانكسار دون أن تقع في فخ العاطفية الزائدة. الرواية لاقت اهتمامًا واسعًا بين القُرّاء الفرنسيين، وخاصة لدى المهتمين بأدب الأمهات المكلومات والمهاجرين العرب.

ويُحسب للترجمة أنها حافظت على روح اللغة الأصلية، ولم تُسقط الخصوصية الدينية والاجتماعية للعمل، ما جعلها من أنجح ترجمات الأدب العربي 2025 إلى الفرنسية.

نساء الكرنتينا – السخرية السوداء بنسخة إسبانية

أما رواية نساء الكرنتينا لنائل الطوخي، فقد جاءت ترجمتها إلى الإسبانية كنوع من المغامرة، نظرًا لتجريبها اللغوي واستخدامها مزيجًا بين الفصحى والعامية المصرية. تدور الرواية في عالم خيالي بمدينة الإسكندرية في المستقبل، حيث تسيطر عصابات نسائية على الحكم، في طرح ساخر وعبثي للسلطة والجنس واللغة.

الترجمة الصادرة عن “Alpha Digital” نجحت في إيصال طابع الرواية الفكاهي السوداوي، مع محاولات ذكية في تعويض التعابير المحلية بمرادفات إسبانية شعبية. وقد لاقت الرواية ترحيبًا واسعًا في أوساط طلاب الأدب المقارن والمهتمين بالأدب العبثي العربي.

الفسيفسائي – بين السرد والتحقيق

رغم أنها لم تُترجم كاملة بعد، إلا أن رواية الفسيفسائي لعيسى ناصري جرى ترجمة فصول منها ضمن مجلة “Banipal”، المتخصصة في الأدب العربي المترجم. الرواية البوليسية التي تتنقل بين الزمنين الروماني والمعاصر، لفتت أنظار المترجمين لتقنيتها القائمة على “التفكيك السردي”، حيث تتداخل الروايات وتتشابك الشخصيات في حبكة معقدة.

الترجمة الجزئية أثارت جدلاً أدبيًا في بريطانيا، بين من رأى فيها نقلة نوعية في الأدب البوليسي العربي، ومن رأى أن صعوبتها تحدّ من انتشارها بين القراء غير المتخصصين. لكن من المؤكد أنها واحدة من أكثر ترجمات الأدب العربي 2025 إثارة للنقاش على المستوى البنيوي.

دائرة التوابل – جريمة تشمها الحواس

رواية دائرة التوابل لصالحة عبيد، والتي تميزت بأسلوبها القائم على “الشم الروائي”، تمت ترجمتها إلى الإيطالية هذا العام. العمل يروي قصة امرأة تستطيع تمييز مشاعر الآخرين من خلال الروائح، ما يجعلها تتورط في جريمة ذات طابع نفسي حسّي.

النسخة الإيطالية لاقت اهتمامًا من الصحف الأدبية المهتمة بالأنواع الهجينة من الأدب، وتم إدراجها في مهرجان “أدب ما بعد الجريمة” في مدينة تورينو. أشاد النقاد بـ”مزيج الأدب الحسي والتحليل النفسي” الذي قدمته الكاتبة الإماراتية، معتبرين أن العمل يصلح ليُدرّس ضمن مساقات “الجندر والحواس في السرد الحديث”.

ملاحظات على مسار ترجمات الأدب العربي 2025

من خلال تتبع أبرز ترجمات الأدب العربي 2025، يمكن ملاحظة ما يلي:

  • أغلب الأعمال التي تُرجمت إما رشّحت أو فازت بجوائز أدبية كبرى، ما يعزز فكرة أن “الجوائز هي بوابة الترجمة”.
  • ازدياد مشاركة دور نشر غير عربية في نشر الترجمات مباشرة، مثل Gallimard وSeagull وPushkin Press.
  • تنوع في الكاتبات، حيث تشكل النساء نسبة كبيرة من المؤلفين الذين تمت ترجمة أعمالهم.
  • المواضيع التي تلقى رواجًا في الغرب هي: السرد النفسي، قضايا المرأة، روايات ما بعد الحداثة، وأدب الذاكرة.

توقعات مستقبلية

استنادًا إلى هذه المعطيات، من المتوقع أن يستمر تصاعد ترجمات الأدب العربي في الأعوام المقبلة، خصوصًا مع توسّع برامج الترجمة الممولة عربيًا ودوليًا. ويبقى التحدي الأكبر هو دعم المترجمين المتخصصين القادرين على نقل النصوص بجودتها الأدبية الأصلية، دون تفريغها من شحنتها الثقافية.

في القسم الثالث من المقال، سنتناول أثر هذه الترجمات على صورة الأدب العربي عالميًا، ونحلل كيف ساهمت في تغيير التصورات النمطية، من خلال آراء النقاد، القرّاء، والمراكز الثقافية.

كيف غيّرت ترجمات الأدب العربي 2025 صورة الأدب العربي عالميًا؟

مع تزايد عدد ترجمات الأدب العربي 2025، برز سؤال مهم في الأوساط النقدية: هل بات الأدب العربي يُنظر إليه كجزء أساسي من الأدب العالمي؟ أم أنه لا يزال يُقرأ تحت مظلة “الأدب المترجم من الشرق الأوسط”؟

في السنوات السابقة، كان الأدب العربي غالبًا يُسوّق في الغرب باعتباره صوتًا من مناطق الحرب، أو سردًا عن المعاناة واللجوء. لكن ترجمات 2025 أحدثت تحولًا مهمًا، إذ ركزت على روايات متعددة الأجناس والمواضيع: الفانتازيا، البوليسية، النفسية، وحتى السريالية. هذا التنوع ساهم في تقديم الأدب العربي بوصفه أدبًا ذا طيف واسع من التوجهات، وليس مجرد مرآة للواقع السياسي.

آراء النقاد الغربيين

في مراجعة نُشرت بصحيفة “The Guardian” البريطانية، وصفت الرواية المترجمة نساء الكرنتينا بأنها “تحفة ساخرة تستحق أن توضع بجانب أعمال جورج أورويل”، بينما اعتبرت مجلة “The New Yorker” رواية دفاتر الورّاق “إحدى أكثر الروايات النفسية تعقيدًا وقدرة على إيصال تجربة العزلة الذاتية للقارئ الأجنبي.”

حتى النقاد الفرنسيون الذين كانوا ينتقدون سابقًا أسلوب السرد العربي لصعوبته، أشادوا بالترجمة الحديثة لرواية خرائط التيه، مشيرين إلى أنها “نص ناعم من الخارج، لكنه يفجّر أسئلة ثقافية حادة في الداخل.”

انطباعات القراء الأجانب

على موقع “Goodreads”، ظهرت آلاف المراجعات الإيجابية للروايات المترجمة من العربية في 2025. أحد القرّاء كتب عن رواية دائرة التوابل: “لم أقرأ شيئًا كهذا من قبل. الرائحة أصبحت وسيلة للكشف عن المشاعر والخطر. عبق عربي أصيل داخل جريمة.”

قارئة فرنسية علقت على “خرائط التيه”: “هذه الرواية جعلتني أفكر كأم، كإنسانة، وكسائحة محتملة في بلد لا أفهمه. كانت مؤلمة، لكن ضرورية.”

هذه الانطباعات تعكس وعيًا جديدًا لدى القراء الأجانب، واهتمامًا حقيقيًا بتفاصيل الثقافة العربية لا كمادة إكزوتيكية، بل كأدب ناضج ومؤثر.

التحديات المتبقية

رغم كل التقدم، لا تزال هناك تحديات تعيق انتشار ترجمات الأدب العربي عالميًا:

  • قلة المترجمين المتخصصين القادرين على إيصال روح النص العربي بدقة.
  • الاعتماد الكبير على الترجمات المدعومة، ما يعني أن بعض الأعمال المهمة لا تُترجم إلا إذا حصلت على تمويل.
  • عدم وجود استراتيجية تسويقية شاملة تروّج للأدب العربي كمجموعة متكاملة من المدارس والأساليب.

لقد شكّل عام 2025 نقطة تحول في مسار ترجمات الأدب العربي. فبدلًا من أن تُقرأ الرواية العربية كمرآة لمجتمع مأزوم، أصبحت تُقرأ كنص أدبي مستقل، يعبر عن الهواجس الإنسانية بطرق مبتكرة.

الروايات المترجمة هذا العام — من دفاتر الورّاق إلى خرائط التيه، ومن نساء الكرنتينا إلى دائرة التوابل — أظهرت أن العالم بات مستعدًا لسماع الصوت العربي، بشرط أن يُقدَّم بأدوات سردية حديثة، وبترجمة تحترم النص والقارئ معًا.

إنها لحظة أدبية واعدة، لا يجب أن تُهدر. بل يجب البناء عليها لتكون الرواية العربية أحد أعمدة الأدب العالمي في المستقبل القريب.

مقال: الروايات العربية 2025 – أبرز الأعمال في القائمة الطويلة للجائزة العالمية

جائزة البوكر للرواية العربية

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا

موقع NatureTopic.com هو وجهتك الموثوقة لاكتشاف أسرار الطبيعة، والعلوم، والبيئة، وكل ما يثير الفضول حول كوكبنا. نعمل على تقديم محتوى عالي الجودة يجمع بين الدقة العلمية والأسلوب السلس، لنأخذك في رحلة معرفية ممتعة بين الجبال والبحار والغابات والصحارى.