10 من أغرب الحيوانات المهددة بالانقراض التي ربما لم تسمع بها
عندما نفكر في الحيوانات المهددة بالانقراض، غالبًا ما تتبادر إلى أذهاننا صور الباندا العملاقة، أو النمور المهيبة، أو وحيد القرن. في الواقع، تستحوذ هذه “الحيوانات الجذابة” على معظم اهتمامنا. ولكن، في زوايا كوكبنا الخفية، تعيش مخلوقات أخرى لا تقل أهمية، وهي تواجه خطر الاختفاء بصمت. إنها أغرب الحيوانات المهددة بالانقراض، كائنات ذات أشكال وسلوكيات فريدة تبدو وكأنها من عالم آخر. لذلك، في هذا المقال، سنسلط الضوء على بعض هذه الكنوز المنسية ونتعرف على قصصها المذهلة.
قائمة كنوز الطبيعة المنسية
إليكم رحلة مصورة للتعرف على بعض من أندر الحيوانات المهددة بالانقراض وأكثرها غرابة على الإطلاق.
1. آي-آي (Aye-aye): الشبح ذو الإصبع الطويل
يعيش هذا الكائن الليلي الغريب في مدغشقر، وهو نوع من الليمور. ولكنه لا يشبه أي ليمور آخر. يتميز بعينين صفراوين كبيرتين، وأسنان تشبه القوارض، والأكثر غرابة على الإطلاق، إصبع وسطى طويل ونحيل وهيكلي. يستخدم هذا الإصبع للنقر على جذوع الأشجار للعثور على يرقات الحشرات تحت اللحاء، ثم يستخدمه لاستخراجها. للأسف، يعتبره بعض السكان المحليين نذير شؤم، مما أدى إلى قتله، بالإضافة إلى فقدان موطنه بسبب إزالة الغابات.
الحالة: مهدد بالانقراض (EN)

2. ظبي السايغا (Saiga Antelope): الكائن ذو الأنف الفضائي
يجوب ظبي السايغا سهوب آسيا الوسطى، ويمكن التعرف عليه فورًا من خلال أنفه الضخم والمرن الذي يشبه الخرطوم. وهذا الأنف ليس مجرد شكل غريب. بل هو تكيف مذهل يساعد على تدفئة الهواء البارد في الشتاء وتصفية الغبار في الصيف. لقد نجا هذا النوع من العصر الجليدي، لكنه اليوم مهدد بالانقراض بشدة بسبب الصيد الجائر للحصول على قرونه ولحمه.
الحالة: مهدد بالانقراض بشدة (CR)
3. الأوكابي (Okapi): حمار وحشي أم زرافة؟
للوهلة الأولى، قد يبدو الأوكابي وكأنه مزيج غريب بين الحمار الوحشي والزرافة. فهو يمتلك أرجلًا مخططة بالأبيض والأسود مثل الحمار الوحشي. ولكنه في الواقع أقرب قريب حي للزرافة. يعيش هذا الحيوان النادر المهدد بالانقراض في غابات إيتوري المطيرة الكثيفة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. إن طبيعته الخجولة وموطنه البعيد جعلا اكتشافه يتأخر حتى عام 1901.
الحالة: مهدد بالانقراض (EN)

4. آكل النمل الحرشفي (Pangolin): الخرشوف الصغير المدرع
آكل النمل الحرشفي، المعروف أيضًا باسم البنغولين، يُعد واحدًا من أكثر المخلوقات غرابة على كوكبنا. ويُغطي جسمه بالكامل حراشف قوية مكوّنة من مادة الكيراتين، وهي نفس المادة التي تُكوّن أظافر الإنسان وشعره. وتتشابك هذه الحراشف لتمنحه مظهرًا يشبه الخرشوف، ومن هنا جاء اسمه الشائع “الخرشوف المدرع”.
وعند الشعور بالخطر، لا يهرب البنغولين مثل باقي الحيوانات، بل يلتف على نفسه ليشكّل كرة محصّنة تجعل من المستحيل تقريبًا على معظم الحيوانات المفترسة اختراقها. إلا أن هذه الآلية الدفاعية، التي كانت فعّالة لآلاف السنين، لم تعد كافية أمام الخطر الأكبر: الإنسان.
وعلاوة على ذلك، يصنّف العلماء البنغولين كأكثر الثدييات التي يتاجر بها البشر بشكل غير قانوني في العالم. وترتفع مستويات الطلب على لحمه في بعض الدول الآسيوية، حيث يقدمه الناس كطعام فاخر. كما يستعمل البعض حراشفه في الطب التقليدي، معتقدين خطأً أنها تحمل خصائص علاجية.
هذا الطلب الكبير جعل جميع الأنواع الثمانية من البنغولين – أربعة تعيش في آسيا وأربعة في إفريقيا – مهددة بالانقراض بدرجات متفاوتة.
ومن ناحية أخرى، يتميز البنغولين بقدرات بيولوجية فريدة. فهو يتغذى حصريًا تقريبًا على النمل والنمل الأبيض، حيث يملك لسانًا طويلًا ولزجًا يمكن أن يتجاوز طول جسمه تقريبًا. هذا اللسان مصمم خصيصًا لاختراق أعشاش الحشرات وجمع فرائسها بسرعة.
كما أنه يلعب دورًا بيئيًا مهمًا في الحفاظ على توازن النظم البيئية من خلال السيطرة على أعداد النمل والحشرات.
وبالفعل، أدرج الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) البنغولين في قائمته الحمراء للأنواع المهددة. إذ تتراوح حالته بين مهدد بالانقراض (VU) إلى مهدد بالانقراض بشدة (CR) بحسب النوع. ولحسن الحظ، بدأت بعض الجهود الدولية في السنوات الأخيرة لمكافحة التجارة غير المشروعة، حيث أدرجت اتفاقية سايتس (CITES) جميع أنواع البنغولين ضمن الملحق الأول، ما يعني حظر الاتجار الدولي بها بشكل كامل.
الحالة: جميع الأنواع الثمانية تتراوح بين مهددة بالانقراض (VU) إلى مهددة بالانقراض بشدة (CR).

5. الكاكابو (Kakapo): الببغاء الذي نسي كيف يطير
يسمّي الناس الكاكابو أيضًا “الببغاء الليلي”، وهو طائر فريد من نوعه يعيش حصريًا في نيوزيلندا. ويُعد أكبر أنواع الببغاوات في العالم من حيث الوزن، إذ قد يصل وزنه إلى 4 كغ. كما يُعتبر الببغاء الوحيد الذي لا يستطيع الطيران على الإطلاق.
وعلى الرغم من ذلك، فقد عوض هذه القدرة بمهارة عالية في التسلق والمشي لمسافات طويلة. يتميز الكاكابو أيضًا بكونه ليلي النشاط، إذ يقضي نهاره مختبئًا في الجحور بين النباتات، ويخرج ليلًا للبحث عن الطعام.
ومن السمات المدهشة لهذا الطائر رائحته العطرية الفريدة التي تشبه خليطًا من الزهور والعسل، وهي سمة نادرة بين الطيور. لكن هذه الرائحة الجميلة جعلته عرضة للافتراس، لأنها تسهل على الحيوانات المفترسة العثور عليه.
ومع أن الكاكابو كان يعيش بأعداد كبيرة في الغابات النيوزيلندية، إلا أن إدخال البشر لحيوانات مثل القطط والجرذان والقوارض جعله فريسة سهلة، نظرًالعدم قدرته على الطيران أو الدفاع عن نفسه بفاعلية.
وعلاوة على ذلك، يتميز الكاكابو بسلوك تكاثر فريد. فالذكور تتجمع في مناطق معينة وتصدر أصواتًا عميقة يطلق عليها اسم “booming” لجذب الإناث من مسافات بعيدة. إلا أن هذا الطائر يتكاثر بمعدل بطيء للغاية، إذ لا تضع الأنثى البيض إلا عندما تتوفر ثمار شجرة معينة تُعرف باسم “Rimu”، وهو ما قد يحدث مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات.
ومن ناحية أخرى، وضع العلماء الكاكابو ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض بشدة (CR). ففي سبعينيات القرن العشرين، انخفض عدد الأفراد إلى بضع عشرات فقط، ما دفع العلماء إلى إطلاق برنامج حماية مكثف يُعد من أنجح برامج إنقاذ الطيور في العالم.
يتمثل هذا البرنامج في مراقبة كل فرد من الكاكابو، وتوفير الغذاء له، وحمايته من المفترسات في جزر مخصصة خالية من الحيوانات الغازية.
وبالفعل، بدأت أعداد الكاكابو في الزيادة تدريجيًا، حيث وصل عددها في السنوات الأخيرة إلى أكثر من 250 طائرًا. ورغم أن هذا العدد لا يزال صغيرًا جدًا، إلا أنه يُعد مؤشرًا إيجابيًا على نجاح الجهود العالمية للحفاظ على هذا الطائر الأسطوري.
الحالة: مهدد بالانقراض بشدة (CR) وفق القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN).

6. الغريال (Gharial): التمساح ذو الفك النحيل
يُعد الغريال من أندر أنواع التماسيح في العالم وأكثرها تميزًا. إذ يتميز بخطم طويل ونحيل للغاية يختلف عن بقية أفراد عائلته. ويظهر عند ذكور الغريال انتفاخ بصلي الشكل في نهاية الفك العلوي، ويسميه السكان المحليون “غارا”، وهو الاسم الذي اشتقوا منه تسميته الشائعة.
هذا التركيب العجيب لا يمنحه قوة عَضّ هائلة مثل باقي التماسيح، بل يتيح له التحرك بخفة وسرعة في الماء. لذلك، يُعتبر الغريال صيادًا متخصصًا في الأسماك، حيث يوجه ضربات جانبية خاطفة بفكه الطويل للإمساك بفرائسه الانسيابية.
وعلاوة على ذلك، يعيش الغريال حصريًا تقريبًا في الأنهار العذبة بشمال الهند ونيبال. وقد ارتبط تاريخيًا بثقافات تلك المناطق، حيث عُدّ رمزًا للأنهار في بعض الأساطير المحلية.
إلا أن موائله الطبيعية تقلصت بشكل خطير نتيجة بناء السدود، والتلوث الصناعي، والصيد الجائر للأسماك.كما يواجه خطرًا إضافيًا بسبب وقوعه في الشباك المخصصة لصيد الأسماك التجارية، وهو ما يعرف بالصيد العرضي.
ومن ناحية أخرى، يبذل العلماء والمنظمات البيئية جهودًا متزايدة لإنقاذ هذا النوع الفريد. فقد أطلقت الهند ونيبال برامج لإعادة الإكثار في الأسر، حيث تُربّى صغار الغريال في مراكز متخصصة ثم تُعاد إلى الأنهار بعد أن تشتد قوتها. وبالرغم من هذه الجهود، لا تزال أعداده في البرية محدودة للغاية. وتشير التقديرات الحديثة إلى بقاء أقل من ألف فرد فقط.
الحالة: مهدد بالانقراض بشدة (CR) وفق القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN).

جدول ملخص لأبعاد قضية الحيوانات المهددة بالانقراض
| المحور | الشرح | الهدف |
|---|---|---|
| الكائنات المنسية | تضم قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض كائنات غريبة لا يعرفها الكثيرون. | التعرف على أغرب الحيوانات المهددة بالانقراض. |
| أسباب التهديد | إن فهم ما هي أسباب انقراض الحيوانات، مثل تدمير الموائل، هو الخطوة الأولى للمعالجة. | معرفة جذور المشكلة. |
| الأهمية البيئية | تكمن أهمية التنوع البيولوجي في أن كل كائن، مهما كان غريبًا، يلعب دورًا في توازن نظامه البيئي. | الحفاظ على صحة الكوكب. |
| الحلول والحماية | لمعرفة كيفية حماية الحيوانات من الانقراض، يجب دعم المحميات الطبيعية ومكافحة التجارة غير الشرعية. | ضمان بقاء هذه الأنواع للأجيال القادمة. |
لماذا يجب أن نهتم بهذه الحيوانات الغريبة؟
قد تبدو هذه الكائنات الغريبة المهددة بالانقراض مجرد عجائب في الطبيعة. لكن كل واحد منها يلعب دورًا مهمًا في نظامه البيئي. فعلى سبيل المثال، يساعد آكل النمل الحرشفي في السيطرة على أعداد النمل الأبيض. بينما يساهم الآي-آي في صحة الأشجار عن طريق إزالة اليرقات. إن فقدان أي نوع، بغض النظر عن مدى غرابته، يترك فجوة في شبكة الحياة المعقدة ويقلل من التنوع البيولوجي الذي يعتمد عليه كوكبنا.
دعوة لحماية كل أشكال الحياة
في الختام، إن قائمة أغرب الحيوانات المهددة بالانقراض تذكرنا بأن التنوع البيولوجي للأرض هو أكثر ثراءً وروعة مما نتخيل. وهي تدعونا إلى توسيع دائرة اهتمامنا لتشمل جميع المخلوقات، وليس فقط تلك المشهورة والجميلة. فمن خلال دعم منظمات الحفاظ على البيئة، وزيادة الوعي، واتخاذ خيارات استهلاكية مسؤولة، يمكننا المساعدة في ضمان أن هذه الكنوز الفريدة والمنسية لديها فرصة للبقاء وإلهام الأجيال القادمة.
اقرأ في مقالنا عن: الحيوانات المهددة بالانقراض في الوطن العربي: كنوز طبيعية على حافة الهاوية
أكثر 10 حيوانات غريبة تثير اهتمام العلماء





