ما هو المد المرتفع ومتى يحدث؟ كل ما يجب أن تعرفه عن تأثير القمر على البحار

يُعد المد المرتفع من أبرز الظواهر الطبيعية التي تشهدها البحار والمحيطات، وهو جزء أساسي من دورة المد والجزر التي تتأثر مباشرة بجاذبية القمر والشمس. يعتمد فهم “متى يحدث المد المرتفع” على معرفة العوامل الفلكية والجيولوجية التي تتحكم في ارتفاع وانخفاض المياه، إضافة إلى طبيعة السواحل وشكل الخلجان. ورغم أن الظاهرة تتكرر يوميًا بشكل منتظم تقريبًا، إلا أن توقيتها وقوتها يختلفان من مكان لآخر حول العالم، مما يجعلها موضوعًا مهمًا للباحثين والملاحين والصيادين.

تساعد معرفة أوقات المد المرتفع في تحديد فترات الملاحة الآمنة، وجدولة الأنشطة البحرية، ودراسة تأثيرات تغير المناخ على السواحل. كما يعتبر المد المرتفع مؤشرًا مهمًا لفهم حركة المياه والطاقة في البحار، خصوصًا في المناطق ذات التضاريس المعقدة. وفي هذا المقال، نستعرض بشكل مبسّط وواضح ما هو المد المرتفع ومتى يحدث، وكيف تتشكل هذه الظاهرة الطبيعية، مع شرح دور القمر الأساسي في التحكم بها.

ما هو المد المرتفع؟

يُعرّف المد المرتفع بأنه ارتفاع ملحوظ في مستوى سطح البحر مقارنة بالوضع الطبيعي، ويحدث عندما تجذب جاذبية القمر — وأحيانًا جاذبية الشمس — مياه المحيطات بقوة نحو جهة معينة من الأرض. ويتكرر المد المرتفع عادةً مرتين يوميًا في معظم المناطق الساحلية، غير أن شدة الارتفاع تختلف باختلاف الموقع الجغرافي وعمق المياه وشكل الساحل.

يصل المد المرتفع إلى أقصى ارتفاع له خلال ما يسمى “المد الكبير”، والذي يحدث عند اصطفاف الشمس والقمر والأرض على خط واحد. أما أضعف ارتفاع للمد، فيحدث خلال الربعين الأول والأخير من الشهر القمري، عندما تكون قوة الجاذبية المشتركة بين الشمس والقمر في أدنى مستوياتها.

العوامل المؤثرة في حدوث المد المرتفع

تتعدد العوامل التي تحدد متى يحدث المد المرتفع وقوته، ويمكن تلخيص أهمها في الآتي:

1. جاذبية القمر

القمر هو العامل الرئيس لحدوث المد والجزر. كلما كان القمر أقرب إلى الأرض، زادت قوة الجاذبية، وارتفع مستوى المد.

2. جاذبية الشمس

رغم بُعد الشمس الكبير، إلا أن كتلتها الضخمة تجعل تأثيرها واضحًا في زيادة قوة المد عند الاقتران والاحتجاب.

3. موقع الأرض وحركتها

تتغير مواقع الأرض والقمر والشمس باستمرار؛ وهذا التغير يؤثر في توقيت حدوث المد المرتفع على مدار اليوم.

4. شكل الساحل وعمق المياه

كلما كان الساحل ضيقًا أو يمتد في شكل خليج، ازداد ارتفاع المد. بينما تقل قوة المد في السواحل المفتوحة ذات الأعماق الكبيرة.

أنواع المد المرتفع

● المد العالي (Spring Tide)

يحدث عندما تكون الشمس والقمر والأرض على خط واحد، مما يؤدي إلى أقوى مستوى من مستويات المد.

● المد المنخفض (Neap Tide)

يحدث عندما يكون القمر في وضع الزاوية القائمة مع الشمس، ويكون تأثير الجاذبية أقل.

● المد اليومي

وهو المد الذي يحدث مرتين يوميًا في أغلب المناطق الساحلية.

متى يحدث المد المرتفع؟ (عنوان يحتوي على الكلمة المفتاحية)

يحدث المد المرتفع عندما تكون جاذبية القمر في ذروتها بالنسبة للمنطقة الساحلية، ويكون مستوى الماء في أعلى ارتفاع خلال الدورة اليومية للمد والجزر. وتختلف الإجابة على سؤال “متى يحدث المد المرتفع” حسب اختلاف الموقع الجغرافي، إلا أن معظم السواحل تشهد مدًا مرتفعًا كل 12 ساعة و25 دقيقة تقريبًا.

يعتمد تحديد “متى يحدث المد المرتفع” على موقع القمر في مداره حول الأرض؛ فكلما اقترب من وضعية الاقتران أو البدر، زادت قوة الجذب وبالتالي ارتفع مستوى الماء. ولهذا فإن الأشهر القمرية تشكل مؤشرًا مهمًا لتتبع هذا الارتفاع.

كما يُلاحظ أن “متى يحدث المد المرتفع” يتأثر أيضًا بحركة الرياح واتجاهها، حيث يمكن للرياح القوية دفع المياه نحو الساحل مسببة ارتفاعًا إضافيًا للمد قد يتجاوز المعدلات الطبيعية.

ولتحديد “متى يحدث المد المرتفع” بدقة، تُستخدم جداول المد والجزر التي تعتمد على حسابات فلكية وجغرافية دقيقة، مما يوفر تقديرات شبه ثابتة يمكن الاعتماد عليها في الملاحة والصيد والنشاطات البحرية.

جدول مختصر لأهم النقاط حول المد المرتفع

الأسئلة الشائعة حول المد المرتفع

1. ما الفرق بين المد المرتفع والمد المنخفض؟

المد المرتفع هو ارتفاع مستوى البحر، بينما المد المنخفض هو انخفاضه. كلاهما يحدث نتيجة تغير قوة جاذبية القمر والشمس.

2. هل تتشابه أوقات المد في جميع الدول؟

لا، تختلف أوقات المد من دولة لأخرى بسبب اختلاف شكل السواحل وعمق المياه والموقع الجغرافي.

3. هل يمكن التنبؤ بأوقات المد بدقة؟

نعم، تعتمد جداول المد والجزر على حسابات فلكية ثابتة، مما يجعلها دقيقة جدًا ومعتمدة عالميًا.

4. هل يؤثر تغير المناخ على المد المرتفع؟

قد يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ذوبان الجليد إلى تضخيم تأثير المد المرتفع في بعض المناطق الساحلية.

الخلاصة

يشكل المد المرتفع جزءًا أساسيًا من النظام البحري على كوكب الأرض، وتساعد معرفته في فهم العديد من الظواهر الطبيعية المتعلقة بالمحيطات والمناخ والملاحة. تعتمد الإجابة عن سؤال متى يحدث المد المرتفع على مجموعة من العوامل الفلكية والجغرافية، أهمها جاذبية القمر والشمس، بينما تلعب جغرافيا السواحل دورًا مكملًا في تحديد قوة المد وارتفاعه. إن فهم هذه الظاهرة يُسهم في تعزيز السلامة البحرية وتحسين التخطيط للأنشطة الساحلية المختلفة.

اقرأ في مقالنا عن:

• هل صيد السمك يكون أفضل وقت المد أم وقت الجزر؟ أسرار يعرفها المحترفون فقط
• أسهل طريقة لمعرفة وقت المد والجزر: شرح علمي مبسط للمبتدئين
• تأثيرات المد والجزر على البحار والمحيطات: دليل شامل لفهم الظاهرة الطبيعية

المد والجزر وعلاقتها بالقمر