الرئيسية » Science » حقيقة: كافة خرائط العالم الشائعة خاطئة!
خرائط العالم الشائعة

حقيقة: كافة خرائط العالم الشائعة خاطئة!

كتبه Mohamad
0 تعليقات

هل تساءلت يومًا وأنت تنظر إلى خريطة العالم المعلّقة في الفصل أو في تطبيقات الخرائط: هل هذا شكل العالم الحقيقي؟
الحقيقة الصادمة التي يجهلها الكثيرون هي أن معظم خرائط العالم الشائعة التي نستخدمها يوميًا غير دقيقة، بل ومليئة بالتشوهات التي تغيّر فهمنا الجغرافي والسياسي والاقتصادي للعالم.

في هذا المقال، نكشف لك لماذا تُعد خرائط العالم الشائعة خاطئة؟ وما هي الخرائط البديلة التي تعكس الواقع بصورة أقرب إلى الحقيقة؟

الخرائط ليست ما تبدو عليه!

الخرائط هي تمثيلات مسطحة لسطح كروي. ولأن الأرض كروية، فإن أي محاولة لرسمها على سطح مسطح (كالورق أو الشاشة) تتطلب إسقاطًا (Projection)، مما يؤدي إلى تشويه في الحجم أو الشكل أو المسافة أو الاتجاه.

وهنا تظهر المشكلة: معظم الخرائط التي نستخدمها مبنية على إسقاط يسمى إسقاط ميركاتور (Mercator Projection)، والذي يعود إلى القرن السادس عشر.

ما هو إسقاط ميركاتور؟ ولماذا هو شائع رغم عيوبه؟

في عام 1569، قام الجغرافي البلجيكي جيراردوس ميركاتور بتطوير إسقاط يسهل على البحارة التنقل باستخدام خطوط الطول والعرض.
لكن هذا الإسقاط يعتمد على تمديد المناطق كلما ابتعدنا عن خط الاستواء، ما يجعل الدول القريبة من القطبين تبدو أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع.

أمثلة على تشويه الأحجام:

المنطقةالحجم الحقيقيالحجم في خريطة ميركاتور
جرينلاندمثل السعودية تقريبًاتظهر بحجم أفريقيا تقريبًا
أفريقياثاني أكبر قارةتظهر أصغر بكثير من أوروبا
روسياكبيرة فعلًالكنها تظهر بشكل ضخم غير واقعي
أمريكا الشماليةضخمة على الخريطةلكنها أصغر بكثير من أفريقيا

خرائط العالم الشائعة تُبالغ في حجم دول الشمال

إحدى أبرز الانتقادات الموجهة لخرائط ميركاتور أنها تُضخّم الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية، وتقلل من حجم دول الجنوب مثل إفريقيا، أمريكا اللاتينية، وجنوب شرق آسيا.

وهذا ما دفع الكثيرين لاعتبارها ليست مجرد خطأ تقني، بل إسقاطًا سياسيًا للهيمنة الثقافية الغربية.

هل تعلم أن قارة أفريقيا يمكن أن تحتوي داخلها: الولايات المتحدة، الصين، الهند، اليابان، وأوروبا كلها؟
ومع ذلك، تظهر أفريقيا أصغر بكثير في معظم الخرائط!

بدائل دقيقة لخرائط العالم الشائعة

1. خريطة غال-بيترز (Gall-Peters Projection)

تركز على الحفاظ على نسب المساحات الحقيقية للدول، مما يجعلها أكثر عدلاً في تمثيل دول العالم النامي.

استخدمتها بعض المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والمدارس التقدمية.

2. خريطة إيكرت الرابعة (Eckert IV)

تُقلل التشويه في الحجم والشكل، وتُعطي توزيعًا أكثر توازنًا للأرض.

3. خريطة غودي (Goode’s Homolosine Projection)

تُعرف بـ “خريطة قشر البرتقال”، وتُستخدم للأغراض الأكاديمية، خصوصًا في الدراسات البيئية.

مقارنة بين إسقاطات الخرائط المختلفة – موقع جامعة ستانفورد

تأثير خرائط العالم الخاطئة على الوعي البشري

لا تقتصر آثار الخرائط الخاطئة على الشكل، بل تؤثر على:

  • الفهم الجغرافي للأطفال: نشوء تصور خاطئ عن أهمية بعض الدول.
  • الإحساس بالهوية الوطنية: الدول الصغيرة تُهمّش بصريًا.
  • الخطاب السياسي والإعلامي: يُعزز مركزية “العالم المتقدم”.

وقد كتب المفكر الأمريكي “آرفنغ واشنطن” أن “الخرائط تعكس ليس فقط العالم كما هو، بل كما يريد الأقوياء أن يروه.”

خرائط العالم الشائعة

خرائط العالم من منظور العالم الإسلامي

في العصور الذهبية للحضارة الإسلامية، كان الجغرافيون يرسمون خرائط أكثر دقة مما نتصور:

  • الإدريسي في القرن الـ 12 رسم خريطة اعتمدها ملوك أوروبا لعدة قرون.
  • كانت مكة في وسط العالم، وليس أوروبا.
  • تم رسم الجنوب في الأعلى والشمال في الأسفل – خلافًا للخرائط الغربية.

🔗 خريطة الإدريسي – مكتبة الكونغرس

هل يجب أن نتوقف عن استخدام خرائط ميركاتور؟

ليس بالضرورة، فهي ما تزال مفيدة في:

  • الملاحة البحرية
  • التطبيقات التقنية مثل Google Maps (لكن على مستوى محلي فقط)

لكن عند عرض العالم ككل لأغراض التعليم أو التحليل السياسي أو الثقافي، يجب استخدام خرائط أكثر عدلاً وواقعية.

كيف نُعيد فهمنا للعالم بصريًا؟

إن خرائط العالم الشائعة قد تبدو بريئة، لكنها تؤثر في الطريقة التي نرى بها كوكبنا ومجتمعاتنا.
ومن المهم أن نتعامل معها بنقد ووعي، وأن نُعرّف الأجيال الجديدة على خرائط بديلة تعكس الواقع الجغرافي الحقيقي للعالم، لا الواقع المصنوع ثقافيًا.

أسرار خرائط جوجل للسفر ، جوجل مابس للسفر: دليل شامل لاستكشاف العالم

قد تعجبك أيضاً

اترك تعليقًا

Adblock Detected

Please support us by disabling your AdBlocker extension from your browsers for our website.